[دخول الإمام إلى كوكبان وطرد الغز]
  العسكر في ميسرة المدينة عند الميدان، وجعل السلطان بشر بن حاتم في الميمنة في عسكر عند باب الأهجر، وكان في جل العسكر وجمهوره في القلب، ووصل أوائل الخيل على جاري عادتهم إلى قريب من سور المدينة](١)، يتلو بعضهم بعضاً، فلما شاهدوا ما في المدينة من العساكر ألقى الله الهيبة في قلوبهم، فانقلبوا على إثرهم يسوق بعضهم بعضاً حتى ثار العجاج، بعد أن وقع مشاغبة بينهم وبين الناس، ورمي رجل على دائر المدينة بنشابه فقتل.
  وعزم الإمام # عند إقبالهم على الخروج للقتال فلم يلبثوا لذلك، وما زالوا في سَوقٍ على وجه الهزيمة إلى صنعاء، ولم يزد شهاب يَهِمُّ بشبام في تلك المدة، وكان بها زرع عظيم وكانوا يخافون عليه، فسلمه الله تعالى واستراح أهل المدينة وأمنوا بعد ذلك بالله تعالى وبركة الإمام #.
(١) ما بين القوسين سقط من السيرة، وأكملته من التحفة العنبرية في المجددين من أبناء خير البرية.