السيرة الشريفة المنصورية ج1،

فاضل بن عباس بن دعثم (المتوفى: 700 هـ)

[دعوته # للشيعة وتأكيد الحجة عليهم تضمنت شعرا]

صفحة 271 - الجزء 1

  الحكمة في حجورنا، ودرجت في بيوتنا، وانبثت من منازلنا، ولا ينال الخير في الدنيا والآخرة إلا بنا، ونحن الحبل الممدود بين الله تعالى وبين عباده، فاعتصموا بحبل الله جميعاً، ونحن سفينة نوح من ركبها نجى، ومن تخلف عنها غرق وهوى، الويل لمن خذلنا، والويل لمن خالفنا، والويل والويل لمن طعن علينا وشتمنا، وكيف يجترئ على ذلك معترف بالله تعالى، وجدنا ÷ يقول «قدموهم ولا تقدموهم، وتعلموا منهم ولا تعلموهم، ولا تخالفوهم فتضلوا، ولا تشتموهم فتكفروا»، فما حال من خذلنا ورغب بنفسه عن أنفسنا، وزهَّد الناس في اتباعنا، بأي وجه يلقى جدنا، أيرجو أن يبلغ الخير بغير محبتنا، أو ينال السلامة بغير متابعتنا، وسلوك منهاجنا.

  أيها الناس: إن كتابي هذا إليكم تأكيد لحجة الله تعالى عليكم، وإلا فالدعوة قد بلغتكم، والواعية قد قرعت أسماعكم، فما أقوى قلوبكم على معصية ربكم، وأشد جرأتكم على خلاف خالقكم، أما دين يمنعكم، ولا حمية تردعكم، ألم تسمعوا قول رسول الله ÷ «من سمع واعيتنا أهل البيت فلم يجبها كبه الله على منخريه في نار جهنم».

  يا أصحاب الجباه السود، من كثرة السجود، خصوصاً دون الناس همود، أتظنون أن عبادكتم تعصمكم من النار، إذا خذلتم عترة نبيكم المختار، ÷ الأخيار، ألم تسمعوا قول نبيكم ÷ «حرمت الجنة على من أبغض أهل بيتي، وعلى من حاربهم، وعلى المعين عليهم، أولئك لا خلاق لهم في الآخرة، ولا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب