السيرة الشريفة المنصورية ج1،

فاضل بن عباس بن دعثم (المتوفى: 700 هـ)

قصة ذمار وفتحها

صفحة 331 - الجزء 1

قصة ذمار وفتحها

  لما استقر الأمر واستولى الإمام # على حصن فِدَة⁣(⁣١) بعد عناية شديدة، وتسليم مال جليل لمن كان فيها، وازداد الأمر قوة، وبلغ العلم إلى السلطان إسماعيل فجهز عسكراً كثيراً من خيار الجند، وجعل فيه مقدمات دولته وكبار جنده، منهم: شهاب الجزري، وعلي بن محمد المعلم، وجمال الدين النغش، وياقوت القحمي في ستمائة فارس، وأمرهم إلى ذمار فوصلوا.

  وقد كان السلطان جكو بن محمد تجهز للنهوض إلى اليمن، وخرج من صنعاء يوم الاثنين لاثنتي عشرة ليلة خلت من ربيع الأول، من سنة خمس وتسعين، في قدر مائة وعشرين فارساً، فوافق ذلك وصولهم إلى ذمار، وتأخر الإمام بعده يومين لقضاء أشغال بقيت، وأمره بالتوقف حتى يصل إليه.

  ونهض # في عشرين فارساً وثمانمائة راجل، فأمسى في خيرة⁣(⁣٢)، ووصلت أخبار متواترة بوصول ستمائة فارس ورجل كثير إلى ذمار، فاضطربت المحطة بمن فيها، وتفرق العسكر وما بقي منهم سوى ستين رجلاً، وأحضر الإمام كبار أصحابه فشاورهم في الأمر، فأجمع رأيهم على الميل عن طريق


(١) فدة - بكسر الفاء وفتح الدال المهملة بعدها هاء -: حصن في وادي ضهر مشهور، وهو قلة جبل صلد معلقة لا ترتقى، وتطل على وادي ضهر من الجهة الجنوبية.

(٢) خيرة الضبر: منطقة معروفة في سنحان على طريق صنعاء.