السيرة الشريفة المنصورية ج1،

فاضل بن عباس بن دعثم (المتوفى: 700 هـ)

[قصة في عفو الإمام وسماحته]

صفحة 334 - الجزء 1

  #: (إذا استظهرنا على ذمار فليس لهم استقرار بصنعاء إن شاء الله ولا غيرها)، فساعد، وعاد العسكر إلى المحطة، وسكن اضطراب الناس في المحطة.

  ونهض # بالعساكر التي ملأت السهول والحزن مع اتصال المواد من كل جهة، فلما [قرب العسكر] من حصن هران⁣(⁣١) نزل الديوان الذي به فسلموا ودخلوا في الطاعة، ودنا [العسكر من المدينة] وقد وقعت التعبئة ميمنة وميسرة وقلباً، والرجل قدامها، فخرجت خيل [كثيرة] من المدينة، فحملت الخيل عليها، فقتل منهم فارس، وردوها على إثرها، [فردت] عليهم ثانية، وحمل الإمام فيهم بمن معه فانهزموا إلى المدينة، ووقع [الزحام على] بابها، فالفائز من دخل، وسالت الجنود المنصورة عليهم ووقع الحرب [الشديد]، والقتال العظيم على سور المدينة، وصارت الرجالة يحمل بعضهم بعضاً على الأكتاف، وقذف الله الرعب في قلوب أعدائه، وفرض في السور فرضة، وأوثب الإمام # حصانه بستان ابن دحية واللواء بيده، وصار من داخل البستان [قريباً] من السور، وقصده القوم بالرمي بالنشاب، وتبعه الأمير سليمان بن موسى - وهو يومئذٍ غلام حدث السن - فأصيبت فرسه في ذلك الموضع بنشابة وماتت بعد ذلك، واشتد القتال، أينما مال الإمام مال الناس معه، وأعطى الله النصر فانهزمت خيل من العدو تريد جهة اليمن فردتها الخيل راجعة، وقتل منهم في ذلك اليوم ثلاثون من الغز، فيهم ثلاثة من العرب، وأيقنوا بالهلاك فصاحوا بالأمان، وسألوا الذمة، فأمَّنهم الإمام على تسليم الأموال والكراع


(١) هِرَّان - بكسر الهاء وتشديد الراء المهملة -: قلعة في ضواحي شمال مدينة ذمار، يبعد عنها ميلين، به آثار حميرية ومدافن عادية.