[قصية للقاضي الحيدرة في تهنئة الإمام بفتح ذمار]
  والبيضُ والسمر هذا حَدُّهُ عَفِصٌ ... لحماً ولَهْذَمُ هذا من دم شَرِقُ(١)
  والضدُّ مستأسر ضاقت بحيلته ... جوانح ملبسات ملؤها حَرَقُ
  يرجون صفحاً ويخشون الصفاح فما ... يجدي عليهم رجاء دونه شفَقُ
  ورائد العفو والقتل المبيح وسو ... ء الأسر في السعي نحو القوم تَستبِقُ
  فأدركتهم من السلطان رحمته ... ومن إمام له حسن اللقا خُلُقُ
  فسلماهم ولولا الله ما سلموا ... وأعتقاهم ولولا العفو ما عَتَقُوا
  فليحذرن شهاب مثل يومهم ... ولا أراه بناجٍ بعدما غَرِقُوا
  رايته في الأصحاب سوقهم ... إلى المنايا وركض عنهم عنق
  لو كان آساهم في الموت أنصفهم ... لكن سرى فكساه سيرَه الغَسَقُ
  سرى بِبُلَّهِ خيل يرهبون بها ... خرس النسيم ولو يلحون ما نطقُوا
  يبغون أن يسبقوا بأس الإمام وبأ ... س الملك جكو فما فازوا ولا سبقُوا
  إن ابن حمزة سيفُ الله أنزله ... للظالمين عذاباً حيثما انطلَقُوا
  من زاره زار ليثاً لا زئير له ... إلا صليل المواضي حين تصطفِقُ
  ومن نأى عنه لم يحرزه مذهبُه ... ولو غدا وهو بالجوزاء يعتَلِقُ
  فلتبشرن زبيد والذين بها ... بيوم بأس يُرَوِّي تُربَهَا العَلَقُ
  نُبيدهم بالظبا حتى كأنهم ... على البسيطة ما كانوا ولا خُلِقُوا
(١) اللهذم كجعفر: القاطع من الأسنة.