تفصيل حادثة الأمير يحيى بن الإمام المتوكل على الله أحمد بن سليمان ومقتله ودعاء الإمام بدعاء الاستفتاح
  وتقدم السلطان هلدري بالجند ولقيهم الأمير صفي الدين في عسكر من حاشد وغيرهم، وكمنوا في موضع بالبون لينالوا غرة من أهل الجنات، فسبق النذير إليهم فلم يخرج منهم أحد، فرجعوا وجعلوا طريقهم إلى الهجر فحطوا بالقرب منه، وحاربوهم حرباً شديداً حتى منعوهم.
= قالت فاطمة بنت عبد الله: فكتبت الدعاء وانصرفت، ودخل شهر رجب، ففعلت كما أمرني، ثم رقدت، فلما كان آخر الليل رأيت في نومي كأن كل من صليت عليه من الملائكة والنبيين والشهداء والصالحين، ومحمد ÷ يقول: يا أم داوود أبشري، فكل من ترين أعوانك وإخوانك، وكلهم يستغفرون لك، ويبشرونك بنجح حاجتك، وأبشري فإن الله ø يحفظ ولدك ويرده عليك.
قالت: فانتبهت من منامي، فما لبثت إلا مسافة الطريق من العراق إلى المدينة للراكب المجد، حتى قدم علي داوود، فسألته عن حاله، فقال:
إني كنت محبوساً في أضيق حبس، وأثقل قيد حديد، فما ذلك في النصف من رجب رأيت في المنام كأن الدنيا فتقت لي، فرأيتك على حصير صلاتك، وحولك رجال رؤوسهم فيالسما وأرجلهم في الأرض، عليهم ثياب خضر، يسبحون الله تعالى حولك، فقال رجل منهم حين الوجه، نظيف الثياب، طيب الرائحة، خلته جدي رسول الله ÷: يا ابن العجز الصالحة، أبشر فقد استجاب الله تعالى لأمك فيك دعائها.
فانتبهت ورسول أبي الدوانيق على الباب، فأدخلت عليه في جوف الليل، فأمر بفك الحديد عني، والإحسان إلي، وأمر لي بخمسين ألف درهم، وخرجت من يومي.
قالت: قلت لأبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق #: أيدعى بهذا الدعاء في غير رجب؟.
قال: يوم عرفة، وإن وافق ذلك يوم الجمعة لم يفرغ صاحبه منه حتى يغفر الله له، وفي كل شهر إذا أراد ذلك صام أيام البيض، ويدعو به في آخره كما وصفت.