قصة المخرج إلى المطرح
قصة المخرج إلى المطرح(١)
  نهض الإمام # من أثافت(٢) بعد فتح الهجر بالجند المنصوري، ومن انضم إليه من العرب سابع شهر رمضان من السنة المذكورة إلى المطرح، وقد بلغه # ظهور الفواحش، وامتناعهم عن طاعة الله، وتسليم الواجبات، ووصل إلى الخموس من بلاد الأهنوم بعد العشاء الآخرة، فحط بالعسكر ريثما استراحوا قليلاً وأعطوا الخيل علوفاً، ثم سروا ليلتهم حتى وافوا المطرح عند انبساط الشمس، وقد سبق إليهم نذير فمالوا إلى الجبال بأموالهم وما خف معهم، وأتى الإمام # على إثرهم قبيل الظهر، وتأخر لتفقد من ثقل من الرجالة، ومن أعيا من التعب، وأردف الفقيه علي بن أحمد الأكوع - وكان صائماً -، وحط في القرية التي هي موضع أهل الفساد، فأخرجت مدافن من القرية فيها حب كثير.
  وأمر إلى أهل جبل سجدا يدعوهم إلى الطاعة، وتسليم ما يجب عليهم، فوصلوا وقاطعوا بخمسة آلاف دينار، وأقبل سائر أهل البلاد بالسمع والطاعة، وقاطع كل في جهته على قدر محتملها.
  وأقبلت العساكر من عذر وبلاد الأهنوم بعد استقرار المحطة، وفي عرض ذلك الغزوات إلى كل جهة من المخالفين وأهل الفساد.
(١) المطرح: اسم لموضع بالقرب من الخموس في الأهنوم.
(٢) أثافت: بضم الهمزة: بلدة بالقرب من دماج شرقي خمر.