قصة غزاة نجران الأولى وما يتلوها من فتح الجنات وغزاة سراقة وفتح حجة ونحو ذلك
قصة غزاة نجران الأولى وما يتلوها من فتح الجنات وغزاة سراقة(١) وفتح حجة ونحو ذلك
  كانت غزاة نجران لثماني عشرة ليلة خلت من ذي الحجة سنة خمس وتسعين من أثافت، والمقدم فيها الأميران صفي الدين محمد بن إبراهيم، وأسد الدين الحسن بن حمزة، فأمسوا بخيوان، وسبق النذير إلى حلة الصعيب الذهلي اليامي بجانب نهوقة(٢) من نجران، فانهزموا شر هزيمة إلى شق الغائط بأموالهم، ووصل العسكر وقد فاتوهم، فتتبعوا آثارهم، وأخربوا آبارهم، وأقبل أهل الوادي سامعين مطيعين.
  وكان أهل كوكبان قد هموا بالحرب والامتناع، فقتل منهم رجلان بالنشاب، ثم أذعنوا للطاعة بعد ذلك واستغاثوا بالإمام فرفع عنهم القتل.
  ثم نهض العسكر إلى صعدة ووصل السلطان علي بن هديان إلى أثافت يطلب العود إلى الجوف، والنصرة على أصحابه، وعمه عزان بن فليتة، في رد الماء، وإصلاح المزارع، فثبطه الإمام أياماً، وأتى الخبر أن عزان بن فليتة أخذ درب سدال، واستولى على ما فيه في حال مغيب علي بن هديان وكونه عند الإمام.
  فنهض # في لقاء العساكر إلى صعدة متوجهاً إلى الجوف بهم، وقد كاتب الأميرين الكبيرين يحيى ومحمد ابني أحمد بن يحيى بن يحيى في قود
(١) سراقة: من بلاد مراد أسفل الجوف.
(٢) نهوقة: جبل مشهور، في الجنوب من نجران.