السيرة الشريفة المنصورية ج1،

فاضل بن عباس بن دعثم (المتوفى: 700 هـ)

[قصيدة الإمام في قضية مأرب وبيحان]

صفحة 403 - الجزء 1

  وحصدنا قبل الحصاد زروعَ الـ ... قوم بعد الإعذارِ والإنذار

  وصَمَدْنَاهُمُ إلى حصنِ بيحَا ... نَ بعزمٍ يُحيي لَهيبَ النَّار

  فذممت الميمون والطِّرفُ ضِيقٌ ... حيث لَمْ يصطبر بقَدْر اصطبار

  مَا جزاني بصحبتي وودادي ... وثنائي عليه فِي المضمار

  لو رعى صُحبتي لمَا ردّ رأساً ... مِن مواضي السَّهام والأحجار

  وعصرناهم على الباب والحا ... صِبُ مِنهم كالوابل المدرارِ⁣(⁣١)

  وقعَةٌ عَرّفتهم كيف كرُّ الـ ... خيل فِي المأقِطِ الكثير العِثارِ⁣(⁣٢)

  وكفى ذو الكفَايَتين وهل تُحْـ ... جَبُ شمس الضُّحى عَن الأبصَارِ⁣(⁣٣)

  وحُمَاةٌ مِن هاشمٍ شايعته ... بوُجُوه كدارة الأقْمَار

  وعطفنا لمأرِب وبها حِمْـ ... يرُ أَهلُ الجُنُودِ والآثار

  فَأبحنا حمِاهُمُ بالمواضِي ... والمذاكي والعاسِلاَتِ الحِرَارِ⁣(⁣٤)

  وَرَعينا الشَّعيرَ وَهْيَ عليهِم ... زعموا فوقَ كُلِّ خَطبٍ طَارِي⁣(⁣٥)

  وحصَرنَاهُمُ ثَلاَثِينَ يَومَاً ... ثُمّ أتْبَعْتُها بِعشرِ السَّرارِ⁣(⁣٦)

  وأطاعت فِي مدّة الحصرِ مِن بيـ ... ـحانَ أملاكُ كِنْدَةَ الأخيَار


(١) الحاصب: ريح تحمل التراب.

(٢) المأقِط كمنزل: موضع القتال، أو المضيق في الحرب، والعثار: الهلكة، أو الشر.

(٣) ذو الكفايتين هو محمد بن إبراهيم الحمزي أحد قواد الجيوش المنصورية.

(٤) المذاكي من الخيل: التي أتى عليها بعد قروحها سنة أو سنتان، والعاسلات المراد هنا الرماح، والحرار: المراد ما يحصل من حرارة ألم حد الرمح، وقد يراد به الفرس أو الناقة السريعة إذ هي من معانيها.

(٥) في الديوان الزروع بدل الشعير.

(٦) السرار بالفتح: مستهل الشهر أو آخره أو وسطه.