السيرة الشريفة المنصورية ج1،

فاضل بن عباس بن دعثم (المتوفى: 700 هـ)

[قصيدة الإمام إلى الأشراف بالحجاز]

صفحة 419 - الجزء 1

  شَرِيفٍ لَمْ تُدَنِّسهُ الدَّنَايَا ... وَلَا مَرَّت لَهُ بِفَنَاءِ دَار

  نَشَا للمَكرُمَاتِ فَأحرَزَتْهَا ... يَدَاهُ قَبلَ تَلوِيثِ الإزَار

  وَصِل حَبلاً بِحَبلٍ وابنِ مَجدَاً ... عَلَى مَجدٍ ونَادِ عَلَى المنَار

  فَنَحنُ الطَّالِبُونَ بِثَأرِ دِينٍ الـ ... ـإِلاَهِ وأهلُ أَلْوِيَةِ الفَخَار

  وَكَم يَومٍ ضَربنَا الخَيلَ فِيهِ ... إِلَى حَوضِ الرَّدَى ضَربَ القِمَارِ⁣(⁣١)

  أَصُدُّ عن الصُّدُودِ إذَا التَقَينَا ... وَكَم يَومٍ فَررتُ من الفِرَار

  وَأقصِدُ حَومَةَ المَوتِ اعتِمَادَاً ... كَأنِّي قَاصِدٌ أَهلِي وَدَارِي

  أَشُدُّ على الكَتِيبَةِ لَا أُبَالِي ... وَقعتُ على اليَمِينِ أو اليَسَار

  وَلَيسَ لَنَا عَلَى البَلوَى مُعِينٌ ... سِوى نَفِرٍ قَلِيلٍ كالدَّرَارِي⁣(⁣٢)

  ومِنْ يومِ القِيَامِ نَظرتُ منكُمْ ... مُؤَازَرَةً وقد طَالَ انتِظَارِي

  وَلَيسَ الموتُ يُدفَعُ بِالتَّوَقِّي ... وليسَ الرِّبحُ إلا بِالخَسَار

  فَإن خِفتُم مِن الأعدَاءِ عَضبَاً ... فَرَبُّ العرشِ جَارُكُمُ وجَارِي

  حَلَلتُم بِالحِجَازِ عَلَى وَقَارٍ ... حُلُولَ الدُّرِّ أوسَاطَ المَحَارِ⁣(⁣٣)

  وَثَأرُكُمُ بِبغدَادٍ جِهَارَاً ... أُعِيرُكُمُ بِهِ والثَّأرُ ثَأرِي

  هُمُ قَتَلُوا جُدُودَكُمُ وَجَدِّي ... وَهُمْ هَدَمُوا دِيَارَكُمُ وَدَارِي⁣(⁣٤)


(١) القمار: الإبل التي تقع في الكلأ الكثير.

(٢) أي كالشهب الدراري: وهي المضيئة.

(٣) في النسخة الأصلية للديوان: (على وفازٍ) وهو المكان المرتفع، واسْتَوْفَزَ في قِعْدَتِهِ: انْتَصَبَ فيها غير مُطْمئِنٍّ، أو وضَعَ رُكْبَتَيْهِ، ورَفَعَ ألْيَتَيْه، أو اسْتَقَلَّ على رِجْلَيْهِ، ولَمَّا يَسْتَوِ قائماً، وقد تَهَيَّأَ للوُثوبِ. وأما على بقية النسخ: فالوقار: هو الرزانة. والمحار جمع محارة: وهي الصدفة.

(٤) يريد الإمام # أن العباسيين قتلوا آباء وأجداد الأمير قتادة بن إدريس، لأنه من ذرية الإمام عبد الله الجون بن موسى بن عبد الله الكامل بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب =