السيرة الشريفة المنصورية ج1،

فاضل بن عباس بن دعثم (المتوفى: 700 هـ)

[موقف الإمام من إساءة الأمير شجاع الدين إلى داود الخيبري]

صفحة 432 - الجزء 1

[موقف الإمام من إساءة الأمير شجاع الدين إلى داود الخيبري]

  فجاء منهم الخبر إلى الإمام # بأن الأمير شجاع الدين جعفر بن الحسين بن القاسم بن الحسين بن حمزة - وهو ابن عمه، وله مواقف مشهودة بين يديه في جهات شتى، وصبر في البأساء والضراء -، ذكروا أنه أخطأ على رجل منهم، وهو القاضي الفاضل داود بن عبيد، وكان قد أتى من خيبر مجاهداً في سبيل الله لما بلغت إليهم دعوة الإمام #، فأقام يدرس في علم التوحيد وينسخ الكتب التي يحتاج إليها، وكان شديد الاجتهاد في القيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

  فكان يختلف في قرى الظاهر ويأمرهم بالصلاة وحضور الجمعة، ولم يكن الأكثر يعرف الصلاة فأخذهم باللين والشدة، وجعل على من قطع الصلاة عشر جلدات، فصلى الناس رغبة ورهبة.

  فأتى في بعض الأيام إلى غلام الأمير المذكور فسأله في مجمع: هل صليت؟ فقال: لست أصلي، وأغلظ له في الجواب، فأمسكه وجلده عشر جلدات، وراح يشتكي إلى مولاه، فأتى وقد حمله الغيظ ولم يملك نفسه، ومعه غلامان له، فأمسكا الفقيه وضربه على [رأسه بعمود الدبّوس، فأنكر الناس ذلك، ولمَّا وصل العلم إلى الإمام # حكى بعض من حضر أنه أمسَى ليلته تلك يتململ وما ذاق فيها النوم غضباً لله سبحانه، ووافق ذلك وصول الأمير المذكور بكرة يوم تلك الليلة، وقد كان الإمام أمر الأمير ذا الكفايتين محمد بن إبراهيم بالركوب إلى حوث ليؤدِّيه إليه، فلمَّا حضر في مجمع كبير حضر الأميران الكبيران شيخا آل