[فتح المحالب وشعر الإمام في ذلك]
[فتح المحالب وشعر الإمام في ذلك]
  وجاء البريد من الأميرين صفي الدين محمد بن إبراهيم، وأسد الدين الحسن بن حمزة مبشراً بأخذ المحالب(١)، يوم السبت الثالث من جمادى الأولى، فتغنموا منها أموالاً جليلة من الذهب والفضة، والخيل والإبل والبقر والغنم، والحرير والبز والعبيد، وقد كان بقي من الشرفاء بني حمزة وأهل مكة وبني سليمان ومن الجند قوم مع الإمام فنهضوا ووافقوا وصول أصحابهم، فطلبوا منهم شيئاً من تلك الغنائم فامتنعوا عليهم، فتقدموا إلى شامي المحالب إلى موضع يسمى المديرة، فتغنموا أموالاً جليلة من الإبل والبقر والغنم واستقرت المحطة في الذنائب، واضطربت تهامة وأهلها إلى باب زبيد.
  وأنشأ الإمام هذا الشعر في فتح المحالب:
  دَعَا ذِكرَ أيّامِ الصَّبَا والمَلاَعِبِ ... ورَبعَ الغَوَانِي والدّمُوعَ السَّوَاكِب
  وَرَكْبٍ سَرَوا وَالرِّيحُ تَجذُبُ عَنهُمُ ... حَوَاشِي البُرُودِ أو فُضُولَ العَصَائِب
  وَحَيٍّ حِلاَلٍ بَينَ سِليَامَ والقُرَى ... فَأعرَاضُ حَامٍ فَالرُّبَا والسَّبَاسِب
  وَكُن ذَاكِرَاً إن كُنتَ لَا بُدَّ ذَاكِرَاً ... مَغَارَيْنِ مَا بين الخِضَمِّ ومَأرِب
  لمُنتَصِرٍ للدِّينِ جرَّدَ عَزمَةً ... أَشَدَّ مَضَاءً من رِقَاقِ المَضَارِب
  عَلَى الجُردِ مِن آلِ الوَجِيهِ وَلاَحِقٍ ... خِمَاصِ البُطُونِ خَافِيَاتِ المَنَاكِب
  بَدَت وهي أمثالُ العِشَارِ بَوَادِنٌ ... وآبَت كأمثالِ القِدَاحِ الشَّوَازِب
  تؤُمُّ مِن الجَوفَيْن حيّاً مُخَيَّمَاً ... كَثيرَ جِيادِ الخيل حَالَ المذَاهِب
(١) المحالب: بلدة قديمة خربة جنوبي وادي مور، على مقربة من سوق بجيلة، تقع ما بين المهجم والذنائب.