السيرة الشريفة المنصورية ج1،

فاضل بن عباس بن دعثم (المتوفى: 700 هـ)

خروج إسماعيل إلى صنعاء والأحداث

صفحة 521 - الجزء 1

  ينزلوا إلي ويصدروا من عندي، فوقع حلف سنحان وفساد رجلين من العسكر، وما رأيتهم إلا بعد الحادثة، وبالله يميناً كنت عنها غنيّاً لو خفت حنثاً فيها ما أمرت بذلك، ولا شاورت فيه، ولا مالأت عليه، ولقد سُئلتُ عارة فرس فما فعلت، وعارة تجفاف فما فعلت، وقد كان الأمير هشام عارفاً بسري وبالقضية كيف كانت، وأمرت إلى الأمير شهاب الدين أن يستأذن السلطان سيف الدين إلى الدار العلياء، لأؤنسه وأصله بمعونة، الله بذلك عليم، ولعل الرسول قد وصله فلم يتأت ذلك حتى نقل إلى فدة بغير أمري، وعوّل علي سيف الدين | في خراب دار شهاب فلم أفعل، الله على صدق ما قلت من الشاهدين، ودخلت دار صنعاء وفيها اسمك واسم أبيك مكتوب فسألني بعض من سأل غيار اسمك واسم أبيك فلم أساعد إلى ذلك، وعمرت فيها عمارة فيها اسمي واسم آبائي الطاهرين عليهم سلام رب العالمين، الذي لو قرئ على مريض لشفي، فغير لما دخلتها ومحي، فإما أن تكون أمرت وإما أن تكون ما أنكرت، وقد تركت دار عدلان في الجنات، وهو وال من ولاتك فما قدرت قدرة إلا جعلتها مِنّة، وكل ذلك رجاء أن ينصر الحق يوماً ما، ووالله ما هذه المزاحمة لأفوز بشيء من الدنيا، فنفسي لا تكثر في مالي فكيف في مال الله، وكيف أركن إلى دنيا لم تدم لمن كان قبلي، وقد سأل العبد الصالح ربه فقال {وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي}⁣[ص: ٣٥]، فزال، فكأنه ما كان، فكيف يرغب في الدنيا إلا من يقيم لله حجة راغب، أو يطلبه إلا ليطهرها من أدناس المعاصي طالب، فأقبل إلى الله سبحانه فإن يوماً منك يعدل بعباده أكثر الخلق، وموقف ساعة في سبيل الله يعدل عبادة ستين سنة.