[موقف الجند الذين تفرقوا عن الإمام في الذنائب]
  وكم سَيِّدٍ مِنكُم رَمَى بِسَوَادِهِ ... عَلىَ النَّاسِ والصَّفَانِ مُقْتَبِلاَن
  مفَاخِرُ مَا كَانَت لِحَيٍّ سِوَاكُمُ ... وَلَا نَطقَت يَومَاً بِهَا شَفَتَان
  إذَا سَألَ اللهُ الشُّهُورَ فَإنَّهُ ... سَيسَألُ عشر الِبيضِ من رَمَضَان
  فَتخبِرُهُ منكم ولَيسَ بِجَاهِلٍ ... بِشَاهِدِ إيَمَانٍ لكم وأمَان
[موقف الجند الذين تفرقوا عن الإمام في الذنائب]
  ولما تفرقت الجند من الذنائب بعد المشقة التي لحقتهم كما وعدهم الإمام # في كتابه إليهم، فمضت منهم طائفة إلى جهة إسماعيل فاستخف بحالتهم، وتوجهت منهم فرقة تريد الشام.
  فكتب # إلى الأمير المؤيد بن القاسم بن غانم يأمره بالاحتياط عليهم، وأخذ خيلهم، وما كان معهم، وأعلمه بأن أكثرها مشتراة للجهاد في سبيل الله من بيت المال، وأباح له أخذها، والجهاد بها في جهته.
  فعاد جوابه يقول:
  إنه ورد الأمر بأخذهم وقد صاروا على فراشه وضيافته، فرأى تجميلهم لذلك، وجدد البيعة عليهم للإمام #، وقبض رهائن منهم على الخدمة معه حتى تطيب نفوسهم، فأقاموا عنده مدة، وعزموا على المراح، فأخذ خيلهم ووهب لهم بعض أثمانها.
[قصيدة الإمام (ع) إلى الشرفاء بني سليمان يحضهم على حر الغز]
  وكتب # إلى الكافة من الشرفاء بني سليمان كتاباً بليغاً يحضهم على إثارة الحرب في نهجهم، وشغل العدو في جهتهم، وأصحبه هذا الشعر إليهم:
  هَذِهِ غُرَّةُ الكَلاَمِ البَدِيعِ ... مَا مَقَامِي فِي دَارِسَاتِ الرُّبُوع