السيرة الشريفة المنصورية ج1،

فاضل بن عباس بن دعثم (المتوفى: 700 هـ)

[موقف الجند الذين تفرقوا عن الإمام في الذنائب]

صفحة 534 - الجزء 1

  مَا تَهيجُ الأشوَاقَ من نَوْءِ دَارٍ ... وأثافٍ سُفْعٍ وطَيْرٍ سُجُوعِ⁣(⁣١)

  كُلَّمَا رُمتُ غُرَّةَ الدَّهرِ أَوفَى ... بِخُطُوبٍ تَرُومُ تَروِيعَ رُوعِي⁣(⁣٢)

  جَاءنِي الدَّهرُ وهو شَيخٌ مُعِيدٌ ... فَانثَنَى كَابنِ خَامِسِ الأُسْبُوع

  أنَا يَا دَهرُ من عَجمتَ قَدِيمَاً ... وقَنَاتِي عَسَتْ عن التصدِيعِ⁣(⁣٣)

  نَامَ قَومٌ فِي الأمن نَومَ عَرُوسِ الـ ... ـحَيِّ والسَّيفُ فِي المنَامِ ضَجِيعِي

  شَسَعَتْ مَكَّةٌ ومَرْوٌ وجَيـ ... ـلاَنُ وفَاسٌ عَنَّا وأي شُسُوع

  وسُليمَانُ هذهِ حَيَّةُ الوا ... دِ مَصِيفِي فِي جَنبِهَا ورَبِيعِي⁣(⁣٤)

  سَاَدَةٌ يَعزِرُونَ جُردَ المَذَاكِي ... وَيَمِيسُون فِي بُرُودِ الدُّرُوعِ⁣(⁣٥)

  قَامَ دَاعٍ لَهُم إلى الرُّشدِ يَدعُو ... مِنْ صَيَاصي أصولِهِم والفرُع

  حسنيُ النَّجَارِ يَدْعُو إلى اللـ ... ـه بِرِفقٍ فِي قَولِهِ المَوضُوع

  بَائِعٌ نَفسَهُ من الله فِي الرَّو ... عِ فَأكرِم بِنفسِهِ من مَبِيع

  طَالِبٌ مِن رِضَاهُ مَا يُوجِبُ الفَو ... زَ مَع الخُلدِ فِي المَحَلِّ الرَّفِيع

  دَعوَةً يَا بَنِي عَلِيٍّ إليكُمْ ... وَهي مِنكُم فَهلْ لَنا من سِميع

  حَارَ فِكرِي فِي وَقفَةِ الخَيلِ والصِّيـ ... ـدِ إلَى أنْ حَمَى عَلَيَّ هُجُوعِي

  أرسِلُوهَا شَعوَاءَ شُعثَاً تَبَارَى ... فِي الفَيَافِي بِعَاسِلاَتٍ شُرُوعِ⁣(⁣٦)


(١) الأثفية بالضم والكسر: الحجر التي توضع عليها القدر، جمعها أثافي وأثافٍ. والسفع: السواد والشحوب. وأثاف سفع: التي أقدت بين النار فسودت صفحاتها التي تلي النار.

(٢) الروع: القلب.

(٣) عجمت الرجل: خبرته. وعسى الشيء عسواً: يبس واشتد وصلب.

(٤) يقال فلان حية الوادي أو الأرض أو البلد: أي داهية خبيث.

(٥) العزر: التقوية والنصر. والميس: التبختر.

(٦) غارة شعواء: متفرقة.