[قصيدة مع الكتاب السابق إلى الأمير قتادة وكافة بني الحسن]
[قصيدة مع الكتاب السابق إلى الأمير قتادة وكافة بني الحسن]
  ثم أصحب كتابه هذا الشعر:
  دَعْ دَارَ مَيَّةَ بِالعلَياءِ فَالسَّنَدِ ... وَمَا هُنَالِكَ مِن نَوْءٍ ومِن وَتَدِ(١)
  وخَالِدَاتٍ ثَلاَثٍ غَيرِ زَائِلَةٍ ... عَلَى خَصِيفٍ كَخشفِ الضَّبِي مُلْتَبِدِ(٢)
  وَقُلْ لِرَكبٍ يَؤُمُّ البيتَ وَارِدُهُ ... يَا رَكبُ إنَّ لَنَا أهلاً بِذَا البَلَد
  إذَا بَلغتُم وَلَا عَاقَت مَطِيَّكُمُ ... عَوَائِقُ البَينِ فِي يُمْنٍ وفِي رَشَد
  فَأعلِنُوهَا عَلَى الأحيَاءِ نَاشِدَةً ... لَوَازِمَ الحَقَّ فِي الأدنَى وفِي البُعَد
  عَمَّتْ وخَصَّتْ عَلَى الدَّعوَى بَنِي حَسَنٍ ... أَعَزِّ قَومٍ حَوَاهُم مَحْفِلٌ ونَدِي(٣)
  وقُلْ لَهُم دَعْوَةٌ قَامَت لِقَائِمِكُمْ ... فَقَايِضُوهَا بِإنجَازٍ يَدَاً بِيَد
  وَطَاعَةٌ شَمَلَتكُم يَا بَنِي حَسَنٍ ... تَهدِي إِلَى قَابِلِيهَا رِفعَةَ الأبَد
  أحَقُّكُم يُبتغَى من بَعْدِ قَائِمِكُمْ ... كَمُبتَغِي الصَّيدِ فِي عِرِّيسَةِ الأَسَدِ(٤)
  طَالَ انتظارِي لَكُم والحربُ قَائِمَةٌ ... والسَّيفُ فِي الكَفِّ مِنِّي غَيرُ مُنْغَمِد
  هَذِي المَنَابِرُ لَمْ تُعمَرْ بِذِكْرِكُمُ ... وأنتُمُ الرَّأسُ فِي بدرٍ وفي أُحُد
(١) مية: اسم امرأة. والعلياء: المكان العالي المرتفع. والسند: ما قابلك من الجبل وعلا من السفح. والنوء: النجم مال للغروب، أو سقوط النجم في المغرب مع الفجر، وطلوع آخر يقابله من ساعته في المشرق. والوتد: الجبل.
(٢) خالدات ثلاث: أي الأحجار التي يوضع عليها القدر ويوقد فيها النار، وهي من آثار الدار. والخصيف: الرماد. والخشف بالضم والكسر والفتح: ولد الظبي أول ما يولد، أو أول مشيه، أو هي التي نفرت من أولادها وتشردت. والملتبد: أي الجاثم على الأرض الملتصق بها.
(٣) المحفل كمجلس: المجتمع. والندي كغني: مجلي القوم نهاراً، أو المجلس ما داموا مجتمعين فيه.
(٤) عريسة الأسد: مأوى الأسد.