السيرة الشريفة المنصورية ج1،

فاضل بن عباس بن دعثم (المتوفى: 700 هـ)

[قصيدة الحسن بن عزوي في غزوة نجران]

صفحة 551 - الجزء 1

  فها هُمُ خَلفَ القَنَا والظُّبَا ... كالسُّنْبُل المحصُودِ يومَ الحَصَادْ

  يومٌ بيومٍ ولنا فضلُنَا ... ويومُ كَهْلانَ كأيّامِ عَادْ

  ريحٌ أتتهم حسِبُوا أَنَّها ... عارضُ مُزنٍ وهي بِيضٌ جُعَادْ⁣(⁣١)

  ذق أيُّها الجاهِلُ مَا قَدّمَتْ ... يداك مِن فِعل الرّدى والفسَادْ

  جنَيتم غرسكم ذِلّةً ... عقِيْبَ طُغيانكم فِي البلادْ

  ظنَنْتَنِي نِمْتُ على دِمْنَةٍ ... وَهَلْ يَنَامُ الليْلَ شَهْمُ الفُؤَادْ

  حَولَينِ مَا ذُقتُ لذيذَ الكَرَى ... إلا غَراراً كَوُرُودِ الثَّمَادْ⁣(⁣٢)

  أُحَاوِلُ الثَّأْرَ وَهَلْ طَالِبُ الثَّا ... رِ له مأرَبَةُ فِي الرُّقَادْ

  أبلغْ بني الهادي إمامِ الورى ... قومي حماةَ الرّوع سُمَّ الأعَادْ

  وقل لزيدٍ هل رضيتَ الذي ... نلناه أو نَثْنِي رؤوسَ الجِيَادْ

[قصيدة الحسن بن عزوي في غزوة نجران]

  ومما قيل في غزاة نجران للحسن بن عزوي:

  مغارٌ لا يُقاس به مَغارُ ... وخيلٌ لا يُشقُّ لها غِبَارُ

  سرت في ليلة ممشى ثلاث ... تقاذفها المهامِهُ والقفارُ

  كأن نهارها بالنقع ليل ... وليلَ سرى فوارسُها نهارُ

  ذعرن الوحش في الفلوات حتى ... غدت مذعورة منها الطيارُ

  عليها من بني حسن كماة ... شعار الصالحين لهم شعارُ

  إذا اعتقلوا بأرماح طوال ... فأعمار العداة بها قصارُ


(١) أراد بقوله (وهي بيض جعاد): الجيش الذي أقبل عليهم، وفيه إشارة إلى أنهم كانوا يرتدون الثياب البيض، وشبهه بالعارض: وهو السحاب، لكثرته. والله أعلم.

(٢) الكرى: النوم، والغِرار بالكسر القليل من النوم، والثَّماد: ككتاب: الماء القليل لا مادة له.