[إرسال الإمام (ع) عددا من الرسل إليهم لتأكيد الحجة]
  وأما ما ذكرتم من جنب: فحسابهم على الملك الأعلى، وقد جاءونا تائبين، وقد كان جدنا رسول الله ÷ لا يرد تائباً؛ فإن ظهرت معاصيهم فلكل معصية عند الله وعندنا حكم، فكونوا في أنفسكم ولا تغرنكم أحاديث المنى، وانظروا لأنفسكم نظراً يخلصكم عند رب السماء، والسلام على من اتبع الهدى.
[إرسال الإمام (ع) عدداً من الرسل إليهم لتأكيد الحجة]
  ثم تقدم السلطان علي بن هديان إلى مأرب وكان بينه وبينهم ألفة ولزمة متقدمة، ورأى الإمام # تقدمه لتأكيد الحجة، وإبلاغ المعذرة، ولم يكره تغطية أمرهم في ذلك الوقت، فلما وصل إليهم عرض عليهم الدخول في طاعة الإمام والانقياد لأمره، فأبوا ولم تقع منهم مساعدة، وحملهم الجهل على ارتكاب الصعب من الأمر، فعاد منهم على غير شيء، وكان الجند يومئذ (بعيان)، فكتب الإمام # إليهم كتاباً يستنهضهم عند وقوفهم على كتابه، ويحقق لهم أخبار أهل مأرب ومبارزتهم بالمعصية، فنهضوا.
  فلما صاروا في الجوف الأعلى وفرقت الكتب لجمع العساكر من الجوف وغيره، وكان سبأ بن جابر، وحسين بن راشد من أهل مأرب مقيمين عند الإمام # وهما محبان ناصحان زيديان، فلما أقبل الجند وفرقت الكتب إلى الجهات، وعلما أن العزم قد جد على الخروج إلى مأرب، سألا الإمام # وتشفعا بجماعة من الشرفاء القاسميين الذين هم ببراقش في المهلة مدة وصولهما إلى مأرب، ورجوعهما لنصيحة أصحابهما؛ لأنه قد كان وقع عندهم وتقرر في قلوبهم من أهل الفساد بالجوف وغيره، أن الجند لا يساعدون إلى الخروج إلى مأرب ولا يفعلون