[إرسال الإمام (ع) عددا من الرسل إليهم لتأكيد الحجة]
  ذلك، فساعدهما # رغبة في تغطية أحوالهم، وتقدما واجتهدا في تقريبهم ودخولهم في الطاعة، فوجداهم مستمرين على طغيانهم، فعادا لميعادهما بالخبر.
  فأمر # إلى الأمير صفي الدين ذي الكفايتين محمد بن إبراهيم، وكان المقدم على الجند أينما توجهوا يحضه على الوصول بالجند، فوصلوا إلى براقش مستهل شهر ربيع الآخر، وكانت السنة جديبة، والبلاد محطومة، والطعام قليلاً، فأقاموا ببراقش سبعة أيام على مشقة شديدة من طلب العلف وقلة النفقة.
  وكان سبب إقامتهم أن الإمام # أمرهم بالتقدم ويستأخر عنهم لاستنهاض العساكر من الجوف والشام، وقد كان أمر الأمير صنوه عماد الدين بالتقدم إلى صعدة، ثم إلى بلاد خولان بالقد اليماني لاستنهاض العسكر، فلم يقع من الجند مساعدة، ووقع في نفوسهم خوف وريبة، وعَظَّم عندهم المفسدُ أمر الطريق والانقطاع من الماء، فلما رأى # توعرهم وعلم ما عندهم عزم على النهوض، وكان عنده السلطان وهب بن فلاح بن شرية من خولان مشارق صنعاء وبينه وبين أهل مأرب حلف ولزمة، وقد أتى سامعاً مطيعاً قائداً لقبيلته، فرغب فيما رغب فيه الأولون من التقدم إلى مأرب، وتحقيق الأخبار لهم، واستصحب السلطان جحاف بن حميدان، وفضل بن يحيى، وعبد الله بن منيع وسألوا الإمام الفسح لهم بالتقدم إلى مأرب، بعد أن التزم عليهم بتسليم ألفي دينار والدخول فيما يرسمه الإمام وقطع عليهم ... لا يتأخرون عما دخل فيه لما بينهم وبينه.
  ولما وصل إليهم زادهم وصوله نفوراً وتشدداً في أمرهم، لما تتالت الرسل إليهم، وكثرت الذراعات عندهم، فعاد منهم بغير شيء.