السيرة الشريفة المنصورية ج1،

فاضل بن عباس بن دعثم (المتوفى: 700 هـ)

[الأمير قتادة بن إدريس وطاشتكين أمير حاج العراق]

صفحة 610 - الجزء 1

  وعسكر إسماعيل وأقر بصنعاء وذلك عقيب وصولهم من مغارب حضور، فما خرج منهم أحد، واضطربت البلاد، واستقامت الهيبة في قلوب أعداء الله، وكان لخلاف هلدري لأمر الإمام # مصالح غاب علمها عن المخلوقين.

  ولما اشتهر أمره، وعلا صيته، كتب إليه طاشتكين - وهو أمير حاج العراق والشام، المقدم لحفظه في صدوره ووروده من قبل صاحب بغداد - كتاباً من جملة مكاتبات وصلت إلى الإمام #، وبلغ الخبر ببعض ما تضمنه الكتاب إليه بأن الخليفة يوليه أمر اليمن، فطار عقله، وازداد نفوراً من الإمام، وبقي ينتظر وصول عسكر العراق من مكة، حتى انقضى الموسم، وقد كان بها جند كثير، وعسكر عظيم لم تجر العادة بمثله.

  وسبب ذلك دعوى إسماعيل للخلافة، وأنه يريد مكة ويكسو الكعبة، فجهز ذلك العسكر للغاية.

[الأمير قتادة بن إدريس وطاشتكين أمير حاج العراق]

  وكان الأمير أبو عزيز قتادة بن إدريس بن مطاعن الحسني قبل وصول جند العراق بمكة في ألف فارس من بني حسن، لإقامة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وقطع الفساد، وأمان السبل، فانتظمت له الأمور كما يريد بعد حروب ومعارضات له من صاحب مكة الأمير مكثر بن عيسى وولده محمد بن مكثر، فاستظهر عليهم، وأخرجهم من مكة، فتلقوا طاشتكين وأعلموه بأنه خارج عن أمر خليفة بغداد، وأنه يواصل الإمام # ويكاتبه، وأن الحقوق الواجبة بالحجاز يقبضها ولاة الإمام # ويؤدونها إليه في كل سنة، وطلبوا منه الولاية