السيرة الشريفة المنصورية ج1،

فاضل بن عباس بن دعثم (المتوفى: 700 هـ)

فتح مأرب وبيحان وما يتعقبهما من الأحداث الكبار

صفحة 638 - الجزء 1

  حصاناً وللشيخ أبي المعالي حصاناً، وأراد بذلك تقوية أمره، وتكثير عدده، لسيتعيض بذلك صلحاً من إسماعيل على قطعة من تهامة وبلاد قد كان عرضها عليه، فلم يوفقه الله لما أراده، وأقاموا عنده أياماً وهو يحقق لهم أخباره منذ وصوله إلى الإمام، وأنه قد ركب مائة حصان وعشرين حصاناً، وأنه أخذ البلاد بسيفه، وشكى بعد ذلك شكاوى لا أصل لها من الإمام #، لتكون له عذراً عند الناس.

  فقال له الأمير وردسار: إنك قد ذكرت أنك قد ركبت مائة حصان وما علمنا أنك خرجت من البحر بفرس واحد، وعلمنا كيف كانت حالتك بعد ذلك حتى أتيت إلى الإمام، وكان هذا الذي حصل من نعمته عليك، وجرى بينهم كلام يطول شرحه، وظهر له ما في نفسه من الخيانة، وعزمه على الخلاف، فأعملوا النظر في التقدم إلى الإمام #، وقد كان منعهم من ذلك وهو مستظهر عليهم بالجند الذين معه والحرابة، وقال لهم: إن كنتم تريدون إلى المؤيد بن القاسم فسحت لكم، فأما الإمام فلا سبيل لكم إلى الوصول إليه.

  فلما عرفوا ما عنده رجعوا إلى إفساد الجند عليه، وكانوا قد اضطروا معه، فشاوروا جماعة من كبارهم وأحكموا الرأي فيما بينهم سرّاً، فجاءت الأخبار بنهوض إسماعيل يريد الذنائب وحجة والمغارب بجنود كثيرة وعساكر جمة، فنهضوا بأجمعهم إلى الظهيرة، ثم إلى المطرح، فلما صاروا هنالك لم يبق له عليهم سلطان، وتمكنوا من أنفسهم، فطلبوا منه الفسح لهم على انفرادهم رَعيَاً لما فعل معهم، ويتقدمون إلى الإمام # فيصلحون ما بينه وبين السلطان، فامتنع عليهم، وأغلظ لهم في القول، فنصحه الشيخ أبو المعالي بن أحمد، وأعلمه بأن الجند قد مالوا إلى الأمير وردسار وأنه إن لم يفسح له ولأصحابه فإن الكل قد