السيرة الشريفة المنصورية ج1،

فاضل بن عباس بن دعثم (المتوفى: 700 هـ)

فتح مأرب وبيحان وما يتعقبهما من الأحداث الكبار

صفحة 639 - الجزء 1

  أجمع رأيهم على التقدم إلى الإمام #، فلم يقبل النصيحة وظن ذلك إرجافاً عليه، فركب وركب وردسار وركبت الجند ومالوا في الحال عنه، إلا خمسة نفر منهم أو يزيد على ذلك فحمل فيهم، وظن أن الجند باقون معه فحمل عليه وردسار وعلى أصحابه فصرع مملوكاً له من فرسه، وصرع ولد القائد عطيف بن موفق، وانهزموا بعد ذلك ولم يرد لحاقهم وعاد إلى الظهيرة، وتقدم وردسار بجميع الجند متوجهاً إلى الإمام #، وقد كان أمر الأمير صنوه عماد الدين يحيى بن حمزة، والأمير ذا الكفايتين محمد بن إبراهيم في ثلاثين فارساً في لقاء السلطان هلدري والجند، لتغطية أحواله ورضاه، والوصول إلى صعدة، فوافقوا الأمير وردسار والشيخ أبا المعالي والجند في شق بلاد عذر، فأقبلوا جميعاً إلى صعدة.

  وكان وصولهم يوم الأربعاء لإحدى عشرة ليلة خلت من جمادى الأولى، فتلقاهم الإمام # إلى ساحة البلد في خيل كثيرة، وعسكر قد أمرهم باللقاء لذلك اليوم من الربيعة وبني مالك وأهل صعدة، بالعدد والسلاح والزينة، ودخل الكل في موكب عظيم إلى المدينة، وأنزلهم في دور قد عطلت لهم، وأمر لهم بما يحتاجون إليه من أنواع الكرامات، فأقاموا مدة أيام، وأمر للأمير وردسار بحصانين من جياد الخيل، وأربع وعشرين نصفية، وتسعة أبراد حريرية، وللشيخ أبي المعالي بحصان جيد وبغل وأربعة أبراد بعضها حرير، ورَكَّب في مدة الإقامة بصعدة من الشرف والعرب والغز قدر خمسين حصاناً، وطابت قلوب الأجناد وقرر لهم جامكيةً معلومة، وأمرهم بالتأهب للغارة في جهة الرحبة وفي أعمال صنعاء، وذلك بعد أن صار شهاب بعسكر كثير في مغارب كوكبان استدعاه أهلها وشرطوا أموالاً جليلة، لتمكنهم من حصون في بلاد بني نوب.