[بداية النسخة]
  وأعلموهم بما تبين لهم من فضل الإمام # واتساعه في فنون العلم، فوصل الكل إلى الحقل، وكان مشهدًا جمع كافة العلماء والفقهاء وأهل الدين وطائفة من المسلمين، وتراجعوا في أمره، وتواصوا بأن يمتحنوه بغوامض العلوم مما حفظوا جوابه وما لم يحفظوه، فأقاموا بصعدة [أربعة أشهر تنقص أياماً](١)، يوردون عليه الأسولة، النهار في تفسير القرآن، والليل في أصول الفقه، حتى نفدت مسائلهم ورجعوا إلى الكتب الكبار، فيجمعون منها المسائل في خلواتهم ثم يأتون بكتبهم فيسألونه، فيجيب عن كل مسألة، فيطلون على ما في الكتب فيجدون جوابه أوفى مما فيها أو موافقًا لها، وقل ما يأتي غير موافق إلا كالشيء النادر، وهو مع ذلك كافٍ، هكذا رواه لي الشيخ الفاضل محيي الدين محمد بن أحمد النجراني، فكان منهم من يريد الوقوف على عثرة أو أمر يقع به الخلاص من التزام الحجة وتكاليف الجهاد الشاقة على النفوس فلم يجدوا إلى ذلك سبيلاً.
  قال القاضي أيده الله: وروى لي غير واحد من ثقات المسلمين أن الإمام # يحفظ من الأحاديث المسندة إلى النبي ÷ سبعة آلاف حديث.
  قال: وسألته عن روايتهم في حفظ هذه الأحاديث المذكورة فصحح ذلك، وذكر أنه يحفظه.
  ولَمَّا سألناه عن مسموعاته حسبناها لحضرته نيفاً على أحد عشر ألف خبر.
(١) ما بين القوسين زيادة من اللآلئ المضيئة للشرفي - خ -.