[وفد من يعوض يطلبون من الإمام الدعاء لهم في مرض أهلكهم]
[وفد من يعوض يطلبون من الإمام الدعاء لهم في مرض أهلكهم]
  ووصل قوم من (يعوض) من راحة بني شريف(١) في شهر ربيع الآخر من سنة سبع وتسعين.
  وحكوا مرضاً أصاب الناس في بلاد (عنز)، وكانوا قطعوا السبيل، ومنعوا الحاج من السلوك، فأتى عليهم وأخلى بلادهم، وتعطلت قرى من أهلها، وكان يصيب الإنسان في أربيته فيموت من ساعته، وحكى رجل منهم أن رجلاً أصابه هذا المرض فأيقن، وأمر أخاه يحفر له قبراً وهو حاضر فقال له: ضيقت القبر، وفي الحال أصاب الذي يحفر الوجع فمات فقبر في القبر، ومات الذي أمر بحفره بعده.
  وحكوا أن رجلاً من مشايخ اللقاح(٢) يقال له حسين بن مفلح أمر أولاده، وهم ثلاثة على الخيل، بالهرب إلى جهة البدو، فوقفوا عندهم إلى اليوم الثاني، فشكى أحدهم الوجع وشكاه الآخران، وعادوا يريدون بلدهم فماتوا، وغدت خيلهم لا سائق لها، وسألوا الإمام الدعاء لهم إلى الله في سقيا بلادهم، ورفع هذه الناجمة عنهم، فكتب لهم في رقعة:
(١) واد في بلاد جنب، وتنسب إليهم راحة بني شريف في بلاد عسير، وهي اليوم ضمن النفوذ السعودي.
(٢) اللقاح: لعلها قبيلة بالقرب من بني شريف.