التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {لهم دار السلام عند ربهم وهو وليهم بما كانوا يعملون 127 ويوم يحشرهم جميعا يامعشر الجن قد استكثرتم من الإنس وقال أولياؤهم من الإنس ربنا استمتع بعضنا ببعض وبلغنا أجلنا الذي أجلت لنا قال النار مثواكم خالدين فيها إلا ما شاء الله إن ربك حكيم عليم 128 وكذلك نولي بعض الظالمين بعضا بما كانوا يكسبون 129}

صفحة 2404 - الجزء 3

قوله تعالى: {لَهُمْ دَارُ السَّلَامِ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَهُوَ وَلِيُّهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ١٢٧ وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَامَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنَ الْإِنْسِ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُمْ مِنَ الْإِنْسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ ١٢٨ وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ١٢٩}

  · اللغة: الحشر: الجمع.

  والاستمتاع بالشيء: الانتفاع به، يقال: استمتعت به؛ أي: انتفعت، ومتعت المطلقة، والمتعة ومنه: متعة الطلاق وهو للمطلقة من غير فرض ولا مسيس، فتعطى المتعة، ولا مهر لها، ومتعة الحج: وهو أن يأتي بالعمرة في أشهر الحج، ثم يحل ويقيم بمكة ثم يحج من سنته، ومتعة النكاح: وهو النكاح الموقت، وهو منسوخ حرام عند الفقهاء، وهو مذهب الهادي، فأما قول عمر: (متعتان كانتا على عهد رسول اللَّه ÷ أنا أنهي عنهما وأعاقب عليهما: متعة الحج، ومتعة النكاح)، فالمراد ما ذكرنا، ومتعة الحج: هو فسخ الإحرام، وكان أذن رسول اللَّه ÷ لأصحابه في ذلك، ثم نسخ، وأمتعت بمالي مثل تمتعت، ويقال: أَمْتَعْتَ عن فلان: استغنيت عنه. والمتاع: كل ما انتفع به، ومنه: {فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ} ومتاع الحياة الدنيا: منافعها التي لا تدوم.

  والأجل: مدة الشيء، والآجل: ضد العاجل.

  والمثوى: المقام، يقال: ثوى يَثْوَي ثَوَاءً، قال الشاعر:

  لقد كان في حول ثواء ثويته