التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {إن الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله والذين آووا ونصروا أولئك بعضهم أولياء بعض والذين آمنوا ولم يهاجروا ما لكم من ولايتهم من شيء حتى يهاجروا وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر إلا على قوم بينكم وبينهم ميثاق والله بما تعملون بصير 72 والذين كفروا بعضهم أولياء بعض إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير 73 والذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله والذين آووا ونصروا أولئك هم المؤمنون حقا لهم مغفرة ورزق كريم 74 والذين آمنوا من بعد وهاجروا وجاهدوا معكم فأولئك منكم وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله إن الله بكل شيء عليم 75}

صفحة 3014 - الجزء 4

  ومنها: تسمى (المثيرة) أثارت مخازيهم ومناقبهم، عن قتادة.

  ومنها: سورة (العذاب)؛ لأنها نزلت بعذاب الكفار.

  ومنها: (المبعثرة). وعن قتادة وابن إسحاق: كانت تسمى على عهد رسول اللَّه ÷ (المبعثرة)؛ لأنها كشفت عن سرائر الناس، يقال: بعثرت الشيء وبحثرته بددته ونحيته.

  ومنها: (المُقَشْقِشَة) وهو من قولهم: تقشقش الشيء: إذا تقشر، قال ابن فارس كان يقال لسورتي (قل هو اللَّه أحد) و (قل يا أيها الكافرون) هما المقشقشتان؛ لأنهما تخرجان قارئهما عن النفاق، وتؤمِّنانه من الكفر، وسمي به (براءة) لوجهين:

  أحدهما: كأنه قشر المنافقين، فأظهر نفاقهم.

  وثانيها: أن من آمن به خرج من النفاق لما فيه من الدعاء إلى الإخلاص.

  ومنها: تسمى (الحافرة) و (الحفارة)، عن الحسن؛ لأنها حفرت عن قلوب المنافقين مما كانوا يتسترون به، عن الأصم. يقال: حفرت الأرض حفرًا، والحفير التراب يستخرج من الحفيرة.

  ومنها: تسمى (المدمدمة) أي: المهلكة، عن سفيان بن عيينة، ومنه قوله تعالى: {فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ}.

  ومنها: تسمى (البَحُوث)؛ لأنها تبحث عن أسرار القوم.

  ويقال: لِمَ لم يكتب «بسم اللَّه» على رأس براءة؟

  قلنا: للعلماء فيه أقوال: فقيل: لأنه لم يَنْزِلْ، فالوصل بين السور والفصل مقاطع الآيات ومواضع السور والآيات، كل ذلك طريقها الوحي، لا يجوز غير ذلك.