قوله تعالى: {إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض منها أربعة حرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة واعلموا أن الله مع المتقين 36}
  والْحُرُم: جمع حرام، وسميت هذه الأربعة الأشهر بذلك لحرمة القتال فيها.
  كافة: في معنى المصدر لا يثنى ولا يجمع ولا يؤنث كالغانية، ولا يدخل فيه الألف واللام؛ لأنه من المصادر التي لا تنصرف، ومعنى كافة في الإحاطة، مأخوذة من كفة الشيء وهو حرفه، فإذا انتهى الشيء إلى ذلك كف عن الزيادة، وأصل الكف: المنع، ومنه: رجل مكفوف، ممنوع البصر، وأراد بالكافة أن يبلغوا في القتال الحد الذي لا بعد له.
  · الإعراب: «شهرًا» نصب على التمييز و «اثْنَا عَشَرَ» رفع لأنه خبر (إنَّ) وعلامة الرفع الألف والضمير في (فيهن)، قيل: يرجع إلى الشهور عن ابن عباس، وقيل: يرجع إلى الأربعة الحرم، عن قتادة.
  و «كافة» نصب على الحال.
  وقوله: «منها» الكناية ترجع إلى الشهور، وقيل: إلى الاثني عشر، فوجه الأول أن العرب تجعل الهاء والنون كناية عن القليل، والهاء والألف كناية عن الكثير، وأما الثاني فلأنه أقرب إليه.
  · النظم: يقال: ما وجه اتصال ذكر الشهور بما قبلها؟