قوله تعالى: {وآخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا عسى الله أن يتوب عليهم إن الله غفور رحيم 102 خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم والله سميع عليم 103 ألم يعلموا أن الله هو يقبل التوبة عن عباده ويأخذ الصدقات وأن الله هو التواب الرحيم 104}
  وأصل الباب: المعرفة، ومنه: عرفة، ومنه: الأعراف.
  والأموال: جمع مال، وتمول: اتخذ مالاً، ومال بمال: إذا كثر ماله، وإنما ذكر بالجمع؛ لأن الأموال تدل على اختلاف الأجناس، فالأموال تقتضي الأجناس المختلفة، والمال يقتضي الجنس المتفق.
  والتطهير: إزالة النجس، طَهَّر يُطهِّر تطهيرًا، وأطهره يُطْهِرُهُ إطهارًا.
  والزكاة: أصلها النماء، ومنه: {ذَلِكُم أَزْكَى} وزكا الزرع إذا نما وكثر، وسميت الزكاة زكاة لأنه يرجى بها نماء المال، وقيل: الزكاة الطهارة، وسميت الزكاة بها؛ لأنها طهرة للمال، ومنه: نفس زكية، وزاكية: طاهرة، ومنه قول محمد بن عبد اللَّه بن الحسن بن الحسن [النفس الزكية]، لأخبار وردت في ذلك.
  والصلاة: أصلها الدعاء، ومنه قوله ÷: «إذا دعي أحدكم إلى طعام فليجبه فإن كان مفطرًا فليأكل، وإن كان صائمًا فليصل» أي: فليدع، قال الأعشى:
  وقابلتها الريح في دنها ... وصلي على دنها وارتسم
  وقال آخر:
  تَقُولُ بِنْتِي وَقَدْ قَرَّبْتُ مُرتَحَلاً ... يا رَبِّ جَنِّبْ أَبي الأوصَابَ وَالْوَجَعَا
  عَلَيكِ مِثلُ الَّذِي صَلَّيْتِ فَاغْتَمِضِي ... يَوْمًا فَإِنَّ لِجَنْبِ المَرْءِ مُضْطَجَعَا
  والتواب: صفة مبالغة من التوبة؛ يعني كثير قبول التوبة، إذا استعمل في صفة القديم سبحانه يحتمل وجهين:
  [الأول]: يقبل التوبة عن كثير الذنوب.