التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {قال لهم موسى ويلكم لا تفتروا على الله كذبا فيسحتكم بعذاب وقد خاب من افترى 61 فتنازعوا أمرهم بينهم وأسروا النجوى 62 قالوا إن هذان لساحران يريدان أن يخرجاكم من أرضكم بسحرهما ويذهبا بطريقتكم المثلى 63 فأجمعوا كيدكم ثم ائتوا صفا وقد أفلح اليوم من استعلى 64}

صفحة 4692 - الجزء 7

  قوله تعالى {قَالُوايموسى إمَّآأَن تُلْقِيَ وَإِمَّآأَن نَّكُونَ أَوَّلَ مَنْ ألْقَى ٦٥ قَالَ بَلْ ألْقُوافَإذَاحِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى ٦٦ فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى ٦٧ قُلْنَا لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلَى ٦٨ وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى ٦٩ فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّدًا قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى ٧٠}

  · القراءة: قرأ ابن عامر ويعقوب: «تُخَيَّلُ إليه» بالتاء رداً إلى الحبال والعصا، وقرأ الباقون بالياء رداً إلى الكيد والسحر.

  وقرأ ابن عامر: «تَلَقَّفُ» بالتشديد ورفع الفاء، وقرأ حفص عن عاصم: «تلْقَفْ» بسكون اللام وجزم الفاء من لَقِفَ يَلْقَفُ، وقرأ الباقون بفتح اللام وتشديد القاف وجزم الفاء، والأصل: تتلقف فأدغم إحدى التاءين في الأخرى فصار تَلَقف، فأما جزم الفاء فإنه جواب الشرط، كأنه قيل: إذا ألقيت عصاك تلقف، ومن رفع فعلى معنى الخبر عنه.

  وقرأ حمزة والكسائي: «كَيْدُ سِحِرٍ» بغير ألف وكسر السين، وقرأ الباقون بالألف وفتح السين على فاعل، قال أبو عبيدة: إضافة الكيد إلى الرجل أولى من إضافته إلى السحر وإن كان ذلك لا يمتنع في العربية، وأنهم اتفقوا على: {وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ} أنه بالألف.