التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {قال بصرت بما لم يبصروا به فقبضت قبضة من أثر الرسول فنبذتها وكذلك سولت لي نفسي 96 قال فاذهب فإن لك في الحياة أن تقول لا مساس وإن لك موعدا لن تخلفه وانظر إلى إلهك الذي ظلت عليه عاكفا لنحرقنه ثم لننسفنه في اليم نسفا 97 إنما إلهكم الله الذي لا إله إلا هو وسع كل شيء علما 98}

صفحة 4746 - الجزء 7

  وقيل: هو القائم على كل نفس بما كسبت حتى يجزيها به، عن الحسن، وقيل: القيوم الدائم الذي لا يبيد ولا يزول، عن أبي علي. «وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا» أي: خسر من وافى القيامة وهو ظالم؛ لأن حمله لا يصح في الحقيقة؛ ولكنه لما بقي عليه عقابه كان كأنه حامل له «وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ» قيل: الطاعات، وقيل: الفرائض «وَهُوَ مُؤْمِنٌ» مصدق لله ورسوله «فَلَا يَخَافُ ظُلْمًا وَلَا هَضْمًا» قيل: لا يخاف ظلماً بالزيادة في سيئاته، ولا هضماً بالنقصان من حسناته، عن ابن عباس، والحسن، وقتادة. وقيل: لا يخاف ظلماً بألَّا يُجْزَى بِعمله، ولا هضماً بالانتقاص من حقه، عن أبي علي، وابن زيد. وقيل: لا ينقص من ثواب حسناته ولا يحمل عليه ذنب لأحد، عن أبي العالية، وقيل: لا يؤخذ بذنب لم يعمله ولا يبطل حسنة عملها، عن الضحاك.

  · الأحكام: يدل قوله: {يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ} أن الخلق تُدعى إلى الحشر، وقد روي أنهم يخرجون من القبور يموج بعضهم في بعض، ثم ينادون فيتبعون المنادي إلى الحشر، وقيل: إن اللَّه تعالى يُجري أمر القيامة على ما جرت به عادة الملوك في الدنيا، ينادى بالرحيل، وينفَخ في البوقات علامة للخروج، عن أبي مسلم.

  ويدل قوله: {لَا عِوَجَ لَهُ} أنهم يتبعونه فلا يزيغون عنه؛ لأنهم صنفان بين راجٍ