قوله تعالى: {قال بصرت بما لم يبصروا به فقبضت قبضة من أثر الرسول فنبذتها وكذلك سولت لي نفسي 96 قال فاذهب فإن لك في الحياة أن تقول لا مساس وإن لك موعدا لن تخلفه وانظر إلى إلهك الذي ظلت عليه عاكفا لنحرقنه ثم لننسفنه في اليم نسفا 97 إنما إلهكم الله الذي لا إله إلا هو وسع كل شيء علما 98}
  لكل سرور فلا يزيغ، وكافرٍ يساق مقهورًا ويدعو ثبوراً، وقد روي أن المنادي ينادي: (أيتها العظام الرميمة، واللحوم المتمزقة، والعروق المتقطعة، اخرجوا بإذن اللَّه تعالى، هذا إن كان قبل البعث، فهو لطف لبعض الملائكة، وإن كان بعد البعث فكأنه قال: كنتم هكذا وعدتم أحياء، واللَّه تعالى يحييهم في طرفة عين، والمنادي علامة لذلك.
  ويدل قوله: {وَخَشَعَتِ الْأَصْوَاتُ} أن إخفاء الصوت من أمارات التواضع، ولذلك نهى اللَّه تعالى عن رفع الصوت عند مكالمة الرسول ÷.
  ويدل قوله: {لَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ} على أن الشفاعة لا تكون إلا للمؤمنين على ما نذهب إليه، فيبطل قول المرجئة أنها لأهل الكبائر.
  ومتى قيل: قوله: {لَا تَنْفَعُ} لمن لا تنفع؟
  قلنا: المشفوع له، وليس المراد أنهم يُشَفَّعُون فلا تنفع؛ لكن المراد أنهم لا يُشَفَّعُون؛ إذ لو شُفِّعُوا لنفعهم.
  ويدل قوله: {وَعَنَتِ الْوُجُوهُ} أن الخلق يضطرون إلى الخضوع يوم القيامة.
  ويدل قوله {وَقَدْ خَابَ} أن الظالم لا ينال الثواب، فيبطل قول المرجئة، ثم أكد ذلك بأن ذلك لا ينال إلا بالإيمان والعمل الصالح على أن العمل