التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {قال بصرت بما لم يبصروا به فقبضت قبضة من أثر الرسول فنبذتها وكذلك سولت لي نفسي 96 قال فاذهب فإن لك في الحياة أن تقول لا مساس وإن لك موعدا لن تخلفه وانظر إلى إلهك الذي ظلت عليه عاكفا لنحرقنه ثم لننسفنه في اليم نسفا 97 إنما إلهكم الله الذي لا إله إلا هو وسع كل شيء علما 98}

صفحة 4748 - الجزء 7

  الصالح والظلم فِعْلُ العبد، ليس بخلق اللَّه، فيبطل قولهم في المخلوق.

  قوله تعالى:

  {وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْرًا ١١٣ فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا ١١٤ وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا ١١٥}

  · القراءة: قرأ يعقوب: «مِنْ قَبْلِ أَنْ نَقْضِيَ» بالنون وفتحها وكسر الضاد، «وَحْيَهُ» منصوب الياء، أضاف القضاء إلى اللَّه تعالى، والوحي مفعول، وقرأ الباقون: «يُقْضَى» بضم الياء الأولى، وفتح الضاد، وسكون الياء الثانية، «وَحْيُهُ» يرفع على ما لم يسم فاعله.

  · اللغة: تعالى: تفاعل من العلو، وهو بمعنى علا.

  والعزم: عقد القلب على الشيء ليفعله، وهو العزيمة، وهو من جنس الإرادة عندنا إلا أنه إرادة متقدمة لتوطين النفس على الفعل.

  · الإعراب: «كذلك» قيل: موضعه نصب، تقديره: أنزلنا كذلك.

  الواو في قوله: {وَلَا تَعْجَلْ} عطف على قوله: {فَقُلْ يَنْسِفُهَا} أي: ينسفها ولا