قوله تعالى: {وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته فينسخ الله ما يلقي الشيطان ثم يحكم الله آياته والله عليم حكيم 52 ليجعل ما يلقي الشيطان فتنة للذين في قلوبهم مرض والقاسية قلوبهم وإن الظالمين لفي شقاق بعيد 53 وليعلم الذين أوتوا العلم أنه الحق من ربك فيؤمنوا به فتخبت له قلوبهم وإن الله لهاد الذين آمنوا إلى صراط مستقيم 54 ولا يزال الذين كفروا في مرية منه حتى تأتيهم الساعة بغتة أو يأتيهم عذاب يوم عقيم 55}
  تمنيت مذ أسلمت)، أي: ما كذبت، ويقال للأحاديث المفتعلة: أماني، واحدها أمنية، ويقال: تمنى: أحب، تمنيت هذا الأمر أحببته، قال أبو مسلم: أصله بمعنى تَفَعَّلَ من منيت ومَنَّى اللَّه لك أي: قدر، والمنية منه فَعِيَلة من تمنيت، وتمنى الشيء قدر بلوغه والبلوغ إليه.
  والخبت: السكون والاطمئنان، والإخبات: الطمأنينة، ويقال لما اطمأن من الأرض: الخَبْتُ.
  والريب: الشك، والمِرْيَةُ: شك في تهمة.
  والعقيم: الذي لا يلد.
  · الإعراب: {فَيُؤمِنُوْا} معطوف بالواو على ما عمل فيه لام (كي)، تقديره: ليعلم الَّذِينَ أوتوا العلم وليؤمنوا به.
  {فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ} تقديره: ولتخبت.
  {أَوْ يَأْتِيَهُمْ} نصب ب {تَأْتِيَهُمُ} على معنى حتى يأتيهم المقْضي.
  · النزول: قيل: لما تلا سورة (النجم) وبلغ قوله: {أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى ١٩ وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ