التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {بل قالوا مثل ما قال الأولون 81 قالوا أإذا متنا وكنا ترابا وعظاما أإنا لمبعوثون 82 لقد وعدنا نحن وآباؤنا هذا من قبل إن هذا إلا أساطير الأولين 83 قل لمن الأرض ومن فيها إن كنتم تعلمون 84 سيقولون لله قل أفلا تذكرون 85 قل من رب السماوات السبع ورب العرش العظيم 86 سيقولون لله قل أفلا تتقون 87 قل من بيده ملكوت كل شيء وهو يجير ولا يجار عليه إن كنتم تعلمون 88 سيقولون لله قل فأنى تسحرون 89}

صفحة 5081 - الجزء 7

  · القراءة: «أَإِذَا مِتْنَا» «أَإِنَّا» قد بينا اختلاف القراء فيها، وأن أبا جعفر وابن عامر لا يستفهمان في (أإذا)، ولستفهمان في (أإنا)، ثم أبو جعفر بهمزة واحدة مطولة، وابن عامر بهمزتين، وعلى الضد نافع والكسائي، ويعقوب يستفهمون في (أإذا)، ولا يستفهمون في (أإنا)، ثم نافع ويعقوب بهمزة واحدة، والكسائي بهمزتين، والباقون يستفهمون في الحرفين، إلا أن ابن كثير بهمزة واحدة غير ممدودة، وأبو عمرو بهمزة ممدودة، وعاصم وحمزة بهمزتين.

  وقرأ أبو عمرو ويعقوب، وأهل البصرة: «وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ سَيَقُولُونَ اللَّهُ» بالألف، وكذلك الذي بعده، وكذلك في مصاحف أهل البصرة «اللَّه - اللَّه»، وقرأ الباقون في الموضعين: «لله» بغير ألف، وهو جواب مطابق للسؤال على «لِمَنِ الْأَرْضُ» فجوابه: لله.

  فأما في الثاني والثالث: فوجه قراءة البصريين ظاهر لا يحتاج إلى تأويل، وهو جواب مطابق للسؤال، كما قال: «من رب السماوات» ققيل «الله» و «من بيده ملكوت كل شيء» فقيل: «اللَّه».

  ووجه قراءة الباقين بغير ألف، فالجواب على المعنى دون اللفظ، كما يقال: من مولاك؟ فيقول: لفلان فهو مولاي، وأنشد الفراء لبعض بني عامر:

  وأَعْلمُ أنني سأكون رمسا ... إذا سار النَّواعج لا أسِيرُ