قوله تعالى: {ص والقرآن ذي الذكر 1 بل الذين كفروا في عزة وشقاق 2 كم أهلكنا من قبلهم من قرن فنادوا ولات حين مناص 3 وعجبوا أن جاءهم منذر منهم وقال الكافرون هذا ساحر كذاب 4 أجعل الآلهة إلها واحدا إن هذا لشيء عجاب 5}
  · المعنى: {ص} قيل: قَسَمٌ، وقيل: اسم من أسماء الله تعالى، عن ابن عباس. وقيل: القسم بِاللَّهِ، أي: ورب ص. وقيل: هو من حروف المعجم، عن السدي. وقيل: معناه صدق الله، عن الضحاك. وقيل: اسم من أسماء القرآن أقسم الله به، عن قتادة. وقيل: اسم للسورة، عن الحسن، وأبي علي. وقيل: فاتحة السورة، عن مجاهد. وقيل: هو مفتاح أسماء الله التي أولها صاد نحو: صمد، صانع المصنوعات، صادق الوعد، عن محمد بن كعب. وقيل: إشارة إلى صدود الكفار عن القرآن. وقيل: إشارة إلى أن القرآن مؤلف من هذه الحروف، وعجزوا عن مثلها مع أنهم بها يتكلمون؛ ليعلموا أنه معجز، وأنه كلام الله ليس من كلام البشر، عن أبي مسلم. وقيل: إشارة إلى أنه من هذه الحروف؛ ليعلم أنه محدث ليس بقديم، عن أبي بكر الزبيري. {وَالْقُرْآنِ ذِي الذكرِ} ذي الشرف، عن ابن عباس، والضحاك. ومثله: {وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ}[الزخرف: ٤٤]، وقيل: ذي البيان، عن ابن عباس، ومقاتل. ذي بيان يؤدي إلى الحق؛ لأن فيه ذكر الأدلة التي إذا تفكر فيها العاقل عرف الحق عقلاً وشرعًا، ومن تمسك به سَعِدَ، ومن عدل عنه شقي، وقيل: ذي الوعد والوعيد والأحكام وأخبار الأمم، فهو ذكر لمن تذكر به في سائر ما يحتاج إليه، وقيل: ذي التذكر لكم، عن قتادة. وقيل: فيه ذكر الله وتوحيده وصفاته الحسنى، وأسماؤه، وفيه النبوات وفيه الشرائع، وفيه ذكر الأنبياء وأخبار الأمم، وابتداء الخلق وانتهاؤهم، وذكر النفخة والقيامة، والأحكام، والأوامر والنواهي، والمواعظ، والأمثال، وجميع ما يحتاج إليه المكلف، ولما كان كذلك أضاف الذكر إليه ووصفه به، وهو قول أبي علي، ونحو ذلك قوله: {مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ}[الأنعام: ٣٨]، «بَلِ الَّذِينَ