قوله تعالى: {وانطلق الملأ منهم أن امشوا واصبروا على آلهتكم إن هذا لشيء يراد 6 ما سمعنا بهذا في الملة الآخرة إن هذا إلا اختلاق 7 أأنزل عليه الذكر من بيننا بل هم في شك من ذكري بل لما يذوقوا عذاب 8 أم عندهم خزائن رحمة ربك العزيز الوهاب 9 أم لهم ملك السماوات والأرض وما بينهما فليرتقوا في الأسباب 10 جند ما هنالك مهزوم من الأحزاب 11}
  ويدل قوله: {وَعَجِبُوا} الآية على أمور:
  منها: أن المبطل يتعجب من الحق، ولا يكون كذلك إلا والمعارف مكتسبة؛ لاستحالة ذلك في الضروري.
  ومنها: قبح التقليد، وأنه يُحَسِّنُ القبيح ويقرب البعيد.
  وتدل على أن السحر تمويه؛ لذلك نسبوه إليه.
  وتدل أن الجعل يكون بمعنى الخبر والحكم؛ لذلك قال: {أَجَعَلَ الْآلِهَةَ}.
  وتدل أن الكفر والشقاق فعلُهم، وكذلك التعجب، فيبطل قول الْمُجْبِرَةِ في المخلوق.
قوله تعالى: {وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آلِهَتِكُمْ إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ ٦ مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ إِنْ هَذَا إِلَّا اخْتِلَاقٌ ٧ أَأُنْزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ مِنْ بَيْنِنَا بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْ ذِكْرِي بَلْ لَمَّا يَذُوقُوا عَذَابِ ٨ أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ الْعَزِيزِ الْوَهَّابِ ٩ أَمْ لَهُمْ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَلْيَرْتَقُوا فِي الْأَسْبَابِ ١٠ جُنْدٌ مَا هُنَالِكَ مَهْزُومٌ مِنَ الْأَحْزَابِ ١١}
  · اللغة: الانطلاق: الذهاب بسهولة، ومنه: طلاقة الوجه، إنما هو سهولته.
  والبِشْر، خلاف العبوس، وأطلق: أرسل.
  والملأ: الجماعة من الأشراف.
  والمشي: السير، مشى مشيًا، وامشوا: سيروا، وقيل: معناه: ليكثر ماشيكم، يعني: الدعاء لهم، وهذا لا شيء؛ لأنه لا يحتمله اللفظ ولا المعنى أيضًا.
  أما اللفظ يقال: أَمْشَى الرجل يُمشِي: إذا كثرت ماشيته، والأمر: أمشوا بقطع