التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {وانطلق الملأ منهم أن امشوا واصبروا على آلهتكم إن هذا لشيء يراد 6 ما سمعنا بهذا في الملة الآخرة إن هذا إلا اختلاق 7 أأنزل عليه الذكر من بيننا بل هم في شك من ذكري بل لما يذوقوا عذاب 8 أم عندهم خزائن رحمة ربك العزيز الوهاب 9 أم لهم ملك السماوات والأرض وما بينهما فليرتقوا في الأسباب 10 جند ما هنالك مهزوم من الأحزاب 11}

صفحة 5972 - الجزء 8

  الألف، والقراءة بوصلها، ولو طرحت الهمزة على النون لانفتحت، والقراءة بالكسر، قال الشاعر:

  وَكُلُّ فَتًى وَإِنْ أَمْشَى فَأَثْرَى ... سَتُخْلِجُهُ عَنِ الدُّنْيَا مَنُونَ

  وأما المعنى فإنه لا يشاكل ما قبله ولا ما بعده.

  والإرادة والمشيئة والمحبة والقصد والعزم من النظائر وإن كان لكل واحد موضع.

  والاختلاق: «افتعال» من الخلق وهو الكذب، والخلق والاختلاق والفراء والافتراء ألفاظ تتقارب معانيها، قال تعالى: {وَتخْلُقُون إِفْكًا}⁣[العنكبوت: ١٧].

  والارتقاء: الصعود من سفل إلى علو درجةً درجةً، قال الشاعر:

  لَوْ لَمْ يَجِدْ سُلَّمًا مَا كَانَ مُرْتَقِيًا ... والمُرْتَقَى وَالَّذِي رَاقاه سِيَّانِ

  والأسباب: جمع سبب، وهو ما يوصل به إلى المطلوب، يقال: تسببت بكذا أي: توصلت بالتسبب، والسبب على ضربين: سبب موجب كالضرب يوجب الألم، والكون يولد التأليف، وسبب عادة كالذَّكر والأنثى في خلق الولد، والشجر في خلق الثمار، ويقال للباب: سبب، قال الشاعر:

  وَمَن هابَ أَسْبابَ المَنايَا يَنَلْنَهُ ... وَلَوْ نَالَ أَسْبَابَ السَّمَاءِ بِسُلَّمِ

  أي: أبوابه؛ لأنه به يوصل إلى دخول الدار، وبين السبب والعلة فروق: منها أن السبب يوجب الذوات والعلة توجب الصفات، والسبب إذا وجد قد يمنع من المسبب، وما يمنع المعلول يمنع العلة، والسبب يقف على شرط، والعلة لا تقف.