قوله تعالى: {ياأيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك تبتغي مرضات أزواجك والله غفور رحيم 1 قد فرض الله لكم تحلة أيمانكم والله مولاكم وهو العليم الحكيم 2 وإذ أسر النبي إلى بعض أزواجه حديثا فلما نبأت به وأظهره الله عليه عرف بعضه وأعرض عن بعض فلما نبأها به قالت من أنبأك هذا قال نبأني العليم الخبير 3 إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما وإن تظاهرا عليه فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهير 4 عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن مسلمات مؤمنات قانتات تائبات عابدات سائحات ثيبات وأبكارا 5}
  المقوقس، خلا بها في حجرة حفصة في نوبتها، فعاتبته حفصة، فحرمها على نفسه طلبًا لمرضاة حفصة؛ لأنها غارت عليه، عن الحسن، ومسروق، وقتادة، والشعبي، وزيد بن أسلم، والضحاك، وابن زيد، وقال لحفصة: «لا تخبري بذلك أحدًا»، فأخبرت عائشة، وكانتا متظاهرتين على سائر أزواج النبي ÷ وقيل: قال لحفصة: «هي حرام، وإن أباك وأبا عائشة خليفتان من بعدي، لا تخبري بذلك».
  وقيل: إن حفصة زارت عائشة.
  وقيل: بل خرجت إلى أبيها، وخلا بيتها، فوجه إلى مارية، فكانت معه في بيت حفصة، وجاءت حفصة فأسر إليها التحريم، فأخبرت بذلك عائشة.
  وقيل: طلق حفصة تطليقة جزاء على ذلك، فأمره الله تعالى بالمراجعة.
  وروي أن عمر قال لها: لو كان في آل الخطاب خير ما طلقك رسول الله ÷، وجاء جبرائيل، فأمره بالمراجعة، فراجعها واعتزل نساءه شهرًا، وقعد في بيت مارية أم إبراهيم حتى نزل آية التحريم.
  وقال مقاتل بن حيان: لم تطلق حفصة، وإنما هَمَّ بطلاقها، وأتاه جبريل وقال: «لا تطلقها فإنها صوامة قوامة، وإنها من نسائك في الجنة» فلم يطلقها.
  وقيل: إنها نزلت في المرأة التي وهبت نفسها للنبي، وهي أم شريك، فأبى النبي ÷ أن يقبلها لأجل امرأته، عن عكرمة.
  والأصح أن التحريم تحريم مارية، والذي حمل على ذلك عائشة وحفصة؛ لأن أكثر المفسرين ونَقَلَةِ الأخبار على ذلك، ولأن طلب مرضاة الأزواج لا تحصل في تحريم العسل.
  · المعنى: «يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ» نداء شريف وتعظيم خصه به «لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ» قيل: