التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {هماز مشاء بنميم 11 مناع للخير معتد أثيم 12 عتل بعد ذلك زنيم 13 أن كان ذا مال وبنين 14 إذا تتلى عليه آياتنا قال أساطير الأولين 15 سنسمه على الخرطوم 16}

صفحة 7029 - الجزء 10

  أبي علي، وقيل: الأكول الشروب، القوي الشديد، لو وضع في الميزان لا يؤثر شعيرة، يدفع الملك من أولئك سبعين ألفًا دُفْعَةً، عن عبيد بن عمير. «بَعْدَ ذَلِكَ» أي: مع ذلك «زَنِيمٍ» قيل: دَعِيٍّ، ملصق، عن ابن عباس، وجماعة، قال مرة الهمداني: إنما ادعاه أبوه بعد ثماني عشرة سنة، وقيل: الزنيم الذي لا أصل له، عن علي، وقيل: له زنمة في عنقه كزنمة الشاة، وكان لا يعرف حتى قتل، فعرف زنمته، عن ابن عباس، وقيل: هو الذي يكون عَلَمًا في الشر يعرف به كما تعرف الشاة بزنمتها، عن الشعبي، وقيل: هو الكافر الهجين المعروف بالشر، عن سعيد بن جبير، وقيل: هو الظلوم، عن ابن عباس بخلاف. «أَنْ كَانَ ذَا مَالٍ وَبَنِينَ» بَيَّنَّا معناه إذا قرئ على الاستفهام أو على الخبر «إِذَا تُتْلَى عَلَيهِ آيَاتُنَا» يعني القرآن «قَالَ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ» قيل:

  كُتُبُ الأولين وأخبارهم، عن الأصم، وأبي علي، وقيل: واحده أسطورة، عن الزجاج، وقيل: كان الواجب أن يجعل الأموال والأولاد داعية للشكر، فجعلوا جزاءها الكفر، وقالوا: أساطير الأولين.

  «سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ» اختلفوا متى يكون ذلك على قولين:

  أحدهما: أنه يكون في الدنيا.

  وثانيها: أنه يكون في الآخرة.

  فأما من قال بالأول اختلفوا، قيل: هو وعيد، أي: ينالهم ما يبقى أثره عليهم ويعرفون بها، كأنه علامة على أنفه ووجهه، مبالغة في الفضيحة، وقيل: يبتليه في الدنيا في ماله ونفسه وأولاده ما يظهر حديثه للناس ويبقى عليه أثره، عن أبي مسلم، وقيل: «سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ» أي: نخطمه بالسيف والقتل حتى يبقى أثره، فُعِلَ ذلك يوم بدر، عن ابن عباس، وأضافه إلى نفسه؛ لأنه حصل بأمره