التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {والعصر 1 إن الإنسان لفي خسر 2 إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر 3}

صفحة 7530 - الجزء 10

  عصر الدهر؛ لأنه الوقت الذي يملك فيه فتل الأمور، كفتل الثوب، ومنه سميت صلاة العصر؛ لأنها تعصر بالتأخير عن أول وقتها، والعصارة ما يعتصر من العنب وغيره، والمعصرات: السحاب الذي ينعصر بالمطر، والإعصار: غبار ينفتل كالعمود، ويتصعد في السماء.

  والخسر: هلاك رأس المال، وهو الخسران.

  والصبر: حبس النفس عما تنازع إليه من الأمر.

  · الإعراب: {وَالْعَصْرِ} مكسور لأنه قسم، والواو واو القسم، وموضع القسم قوله: {إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ}.

  · النزول: قيل: نزل قوله: {إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ} في أبي جهل بن هشام. {إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا} أبو بكر {وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} عمر {وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ} عثمان {وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} عليٌّ، عن علي بن عبد الله بن عباس، ورواه أبي بن كعب مرفوعًا، والصحيح أنه عام؛ ولذلك استثنى.

  · المعنى: «وَالْعَصْرِ» قيل: أقسم بالعصر، وقيل: القسم برب العصر، والعصر: الدهر، عن ابن عباسٍ، والكلبي، وأبي علي. وفيه عبرة لما فيه من مرور الليل والنهار، واختلاف أحوالهما، وقيل: هو العشي، عن الحسن، وقتادة. وفيه أيضًا عبرة لما فيه من إقبال الليل وإدبار النهار، وقيل: الليل والنهار، عن ابن كيسان. وقيل: صلاة العصر، وهي الوسطى، عن مقاتل. وقيل: العصر أحد طرفي النهار، عن أبي مسلم. وقيل: العصر