التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا يتربصن بأنفسهن أربعة أشهر وعشرا فإذا بلغن أجلهن فلا جناح عليكم فيما فعلن في أنفسهن بالمعروف والله بما تعملون خبير 234}

صفحة 954 - الجزء 2

  وأصحابه، قالوا: لا يزاد على مهر مثلها، ولا ينقص من خُمُسِهِ، وقيل: خمسمائة درهم، عن شريح.

  {وَإِنْ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ إِلَّا أَنْ يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ٢٣٧}

  · القراءة: قراءة العامة «فَنِصْفُ» بكسر النون، وعن السلمي بضمها، وهما لغتان.

  وقرأ الحسن «ويعفو» بسكون الواو استثقالاً للفتحة على الواو، والقراءة الظاهرة بفتح الواو، وعن الشعبي، «وإن يعفوا» بالياء خبرًا عن (الذي بيده عقدة النكاح)، وقراءة العامة بالتاء على الخطاب.

  وقراءة العامة «ولا تنسوا» بغير ألف، وضم الواو، وعن علي # «تناسوا» بالألف من المفاعلة، وعن يحيى بن يعمر بغير ألف وكسر الواو.

  · اللغة: النصف معروف، وهو جزء معروف، وهو: جزء من اثنين على المساواة، والجزء الذي لا يتجزأ ليس له نصف؛ لأنه ليس بجزأين.

  والعفو: الترك، وعفو اللَّه تعالى عن خلقه معناه استحقوا العقوبة فترك، وعفو المال: ما فضل عن النفقة، فكأنه ترك فلم يبق.

  والنسيان: خلاف الذكر، والنسيان الترك، ومنه: {نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ} والنسأ: التأخير، ومنه: {إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ} ومنه النسيئة.