تفسير الإمام الهادي يحيى بن الحسين (ع)،

الهادي يحيى بن الحسين (المتوفى: 298 هـ)

ومن سورة النحل

صفحة 273 - الجزء 1

  ١٢١ - وسألت: عن قول الله سبحانه: {وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ} إلى قوله: {فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا}⁣[النحل: ٦٨ - ٦٩]؟ قال: كيف كان وحيه إليها؟

  فقلت: له الوحي يخرج على وجوه أربعة:

  منهن: وحي إلهام، وإلقاء في القلوب من ذي الجلال والإكرام، مثل ما ذكر عن النبي # أنه سأل جبريل الروح الأمين، فقال: كيف تأخذ الوحي من رب العالمين، قال: آخذه من إسرافيل، قال: فكيف يأخذه إسرافيل، قال: يأخذه من ملك فوقه. قال: فكيف يأخذه الملك، قال: يلقى في قلبه إلقاء، ويلهمه إلهاما. وعلى ذلك يخرج معنى الوحي إلى النحل، ألهمها إلهاما ما ذَكَرَ أنه ألقاه إليها.

  والمعنى الثاني: فوحيه إلى أنبيائه المصطفين، بالمشافهة والمكالمة لهم من الملائكة المقربين، وذلك قوله: {إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ} إلى قوله: {دَاوُودَ زَبُورًا ١٦٣}⁣[النساء: ١٦٣].

  والوجه الثالث: فهو الجعل والتقدير، للصلاح والتدبير، وذلك قوله: {فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا ...}⁣[فصلت: ١٢] إلى آخر الآية،

  والوجه الرابع: فوحي الله ø في ما يراه الأنبياء $ في منامهم،