ومن سورة النحل
  ١٢١ - وسألت: عن قول الله سبحانه: {وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ} إلى قوله: {فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا}[النحل: ٦٨ - ٦٩]؟ قال: كيف كان وحيه إليها؟
  فقلت: له الوحي يخرج على وجوه أربعة:
  منهن: وحي إلهام، وإلقاء في القلوب من ذي الجلال والإكرام، مثل ما ذكر عن النبي # أنه سأل جبريل الروح الأمين، فقال: كيف تأخذ الوحي من رب العالمين، قال: آخذه من إسرافيل، قال: فكيف يأخذه إسرافيل، قال: يأخذه من ملك فوقه. قال: فكيف يأخذه الملك، قال: يلقى في قلبه إلقاء، ويلهمه إلهاما. وعلى ذلك يخرج معنى الوحي إلى النحل، ألهمها إلهاما ما ذَكَرَ أنه ألقاه إليها.
  والمعنى الثاني: فوحيه إلى أنبيائه المصطفين، بالمشافهة والمكالمة لهم من الملائكة المقربين، وذلك قوله: {إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ} إلى قوله: {دَاوُودَ زَبُورًا ١٦٣}[النساء: ١٦٣].
  والوجه الثالث: فهو الجعل والتقدير، للصلاح والتدبير، وذلك قوله: {فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا ...}[فصلت: ١٢] إلى آخر الآية،
  والوجه الرابع: فوحي الله ø في ما يراه الأنبياء $ في منامهم،