ومن سورة النحل
  من ذلك قول إبراهيم لإبنه إسماعيل @: {يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ}[الصافات: ١٠٢]، فكان في ذلك وحي من الله وأمر، والدليل على ذلك قول إسماعيل: {يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ ١٠٢}[الصافات: ١٠٢]، فدل بذلك على أنه وحي من الله وأمر، وما قيل وروي في وحي الله إلى أم موسى أنه كان في المنام أريته، فإن يكن ذلك كذلك، فهو: داخل في ذلك، وإن لم يكن ذلك كان من الله سبحانه إلهاما ألهمها إياه، فذلك ما يشك فيه بأن الله على كل شيء قدير، ولا أحسب - والله أعلم - إلا أنه كان وحيا في منامها، لأنه ø يقول {يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِي وَعَدُوٌّ لَهُ}[طه: ٣٩]، وهذا القول فلا يكون إلهاما، لأنه خبر وقصص وقول، وإنما يلهم من الأشياء ما كان فعلا يدرك بالعقول، وتميز بالمعقول.
  ١٢٢ - وسألت عن قول الله {مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ}[النحل: ١٠٦]؟
  فقال: الإكراه بالقول، وفي القول لا في الفعل، وهذه نزلت في عمار بن ياسر وصاحبه.