تفسير الإمام الهادي يحيى بن الحسين (ع)،

الهادي يحيى بن الحسين (المتوفى: 298 هـ)

ومن سورة الأنبياء

صفحة 322 - الجزء 1

  العذاب عليهم، وأنهم لما أيقنوا به هربوا من القرية، وولوا مدبرين في الأرض هاربين، فأخبرهم الله أنهم لن يغني عنهم ركضهم ولا هربهم، وأن العذاب يلحقهم ويأخذهم، فقال: {وَارْجِعُوا إِلَى مَا أُتْرِفْتُمْ فِيهِ} يريدا: ارجعوا إلى الأموال والنعم التي أترفتكم وأطغتكم وأشرتكم، وإلى المساكن التي ضننتم بمفارقتها، وعصيتم رسلنا، وتركتم الجهاد في سبيل الله، محبة لها، وتوقا إليها، {لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ ١٣} يقول: لعلكم توقفون على ما كنتم تنكرون وتدفعون، و به تكذبون، من نزول العذاب عليكم، إذ قد نظرتموه عيانا، وأبصرتموه صراحا.

  ١٥١ - وسألته: عن قول الله تبارك وتعالى: {وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ ٣٥}⁣[الأنبياء: ٣٥]؟

  فقال: معنى قوله: {وَنَبْلُوكُمْ} هو: نمتحنكم، فننظر كيف صبركم على المحنة.

  قلت: فما الشر الذي امتحن الله به المؤمنين؟

  قال: أشياء كثيرة، منها: موت الآباء والأولاد، وفراق الأحبة والأولاد، ومثل ما يأتي من عند الله من النوازل على جميع العباد، فمن صبر على ذلك جازاه الله عليه، ومن جزع وأعرض لم يغن ذلك عنه، وكان عند الله مأثوما معاقبا.

  ١٥٢ - وسألت: عن قول الله سبحانه: {إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ ٩٨}⁣[الأنبياء: ٩٨]؟