ومن سورة الأنبياء
  فهذا إخبار من الله سبحانه أن كل مَن عَبَدَ من دون الله أحدا، وكان المعبود من دون الله راضيا بذلك من فعل العابدين، فإنه ومن يعبده حصب جهنم، و {حَصَبُ جَهَنَّمَ} هو: حطبها ووقودها.
  {أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ ٩٨} يريد: أنتم إليها صائرون، وفيها داخلون. والعبادة فقد تكون على معنيين:
  فمنها: عبادة ربوبية.
  ومنها: عبادة سمع وطاعة واستقامة من المأمور لأمر الآمر.
  فأما عبادة الربوبية فهو: مثل من قد عبد النجوم، وعبد المسيح وعبد العزير، وعبد اللات والعزى، ووداً وسواعا ويغوث ويعوق ونسرا، فهؤلاء يعبدهم من يعبدهم عبادة ربوبية، يتخذونهم آلهة من دون الله، يتقربون بعبادتهم في قولهم إلى الله، ولا يعبدون الله إجلالا - زعموا - و إعظاما من أن يعبدوه، فاتخذوا هؤلاء أربابا من دون الله، يعبدونهم لكفرهم، وضلالهم وغيهم و إفكهم.
  وعبادة الطاعة والاستقامة، مثل عبادة من أطاع إبليس، فنهاهم الله ø