ومن سورة البقرة
  ٨ - قلت: فقد كان النبي محمد ÷ يخاطب جبريل ويعانيه، على عظيم خلقه وجسيم مركبه؟
  فقال: إنما كان جبريل # ينزل على محمد ÷ في صورة لطيفة، يقدر على رؤيتها وعيانها، وقد صح عندنا أن النبي محمدا # رأى جبريل في صورة دحية الكلبي، وإنما ذلك خلقٌ أحدثه الله فيه، وركبه عليه، لما علم من ضعف البشر، وأنهم لا يقدرون على النظر إلى خلق الملائكة، لعظيم خلقهم، وجسيم مركبهم، فلما علم الله تبارك وتعالى من محمد # ذلك، ولم يكن جبريل # يقدر على تحويل صورته ومركبة من حال إلى حال، لضعف المخلوقين، وعجزهم عن ذلك، نقله الله سبحانه على الحالة التي رآه محمد # فيها، نظرا منه لنبيه ÷، وما فعله الله فليس من فعل خلقه، فلك في هذا كفاية إن شاء الله.
  ٩ - قلت: فهل كان آدم ~ طمع في الخلد، لما قاسمه إبليس على النصح؟
  قال: إنما كان ذلك منه ﷺ طمعا أن يبقى لعبادة الله وطاعته، فأراد أن يزداد بذلك قربة من ربه.