تفسير الإمام الهادي يحيى بن الحسين (ع)،

الهادي يحيى بن الحسين (المتوفى: 298 هـ)

ومن سورة البقرة

صفحة 143 - الجزء 1

  ١٠ - قلت: فما معنى قوله: {فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا}⁣[طه: ١٢١]؟

  قال: معنى قوله {فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا} فهو: سوء فعلهما، لا كما يقول من جهل العلم وقال بالمحال، إن الله تبارك وتعالى كشف عورة نبيه وهتكه، وكيف يجوز ذلك على الله في أنبيائه؟! والله لا يحب أن يكشف عورة كافر به؟! فكيف يكشف عورة نبيه.

  ١١ - قلت: فقوله: {يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا}⁣[الأعراف: ٢٧]؟

  فقال: قد اختلف في ذلك ورويت فيه روايات، وأصح ما في ذلك عندنا، والذي بلغنا عن نبينا محمد ÷، أن لباسهما هو لباس التقوى والإيمان، لا ما يقول الجاهلون أنه لباس ثياب، أو ورق من ورق الشجر، فهذا معنى قوله: {يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا} وإنما أراد بذلك من قوله: {لِبَاسَهُمَا} أي لباس التقوى، بما سَوَّف ووسوس لهما من الكذب والمقسامة التي سمعاها.

  ١٢ - قلت: فقوله: {وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ}⁣[الأعراف: ٢٢ طه: ١٢١]؟

  فقال: إنما كانا في الجنة في ظلها وتحت أشجارها، فلما أُخرجا منها وأصابتهما