تفسير الإمام الهادي يحيى بن الحسين (ع)،

الهادي يحيى بن الحسين (المتوفى: 298 هـ)

ومن سورة لقمان

صفحة 374 - الجزء 1

  ويجتبي هذا اللهو على غيره من الخير {لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ}، معناه: يشتغل ويشغل بذلك نفسه وعباد الله، عما سوى اللهو من سبل الله، وسبله فهي: طاعته، واتباع مرضاته، فأخبر الله سبحانه أن من الناس من يؤثر الشر على الخير، يطلب بذلك التلهي والطرب في أرض الله، بما يصده وغيره عن سبيل الله.

  ١٨٤ - وسألته: عن قول الله سبحانه: {وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ ١٨}⁣[لقمان: ١٨]؟

  فقال: هذه وصية من لقمان رحمة الله عليه لابنه، يأمره ألا يصعر خده للناس، ومعنى {تُصَعِّرْ خَدَّكَ} فهو: تُعرض بوجهك عن الناس، وتصفح لهم خدك، وتعصره لهم استخفافا بهم، وإعراضا عنهم، (عند إقبالهم عليك ومسائلتهم لك) فأمره أن يقبل بوجهه إليهم، ويبسط وجهه لهم، ولا يعرض به عنهم، وهذا فعال يفعله جبابرة الأرض بالناس ومتكبروها، إذا أقبل الناس إليهم