تفسير الإمام الهادي يحيى بن الحسين (ع)،

الهادي يحيى بن الحسين (المتوفى: 298 هـ)

ومن سورة السجدة

صفحة 379 - الجزء 1

ومن سورة السجدة

  ١٨٦ - وسألته: عن قول الله سبحانه: {يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ ٥}⁣[السجدة: ٥]؟

  فقال: معنى {يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ} فهو: ينفذ ما يريد من الأمور، من السماء إلى الأرض، مع جبريل صلى الله عليه، إلى أنبيائه $ في أرضه، ثم يعرج جبريل إليه من بعد إنفاذ ما أمر به إليه، في مقدار يوم، فينقطع في مقدار ذلك اليوم، ما لو كان مبسوطا في الأرض لم يقطعه العالمون في مسيرة ألف سنة، ومعنى قوله: {يَعْرُجُ إِلَيْهِ} فهو: يصير إلى الموضع الذي بعث منه، وهو محل جبريل وموضعه الذي يعرج إليه جبريل راجعا، فتبارك الله الذي ليس كمثله شيء، ولا يشبهه شيء، ولا يؤويه مكان دون مكان، ولا تجري عليه نوائب الأزمان، البعيد في دُنُوِّه، والداني في عُلُوِّه، لا تخلوا منه المواضع والأمكنة، ولا ينقصه طول الدهر والأزمنة، وهو بالمرصاد للعبيد، وهو أقرب إلى كل عبد من حبل الوريد.

  ١٨٧ - وسألته: عن قول الله سبحانه: {وَلَوْ تَرَى إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُو رُءُوسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا إِنَّا مُوقِنُونَ ١٢}⁣[السجدة: ١٢]؟