ومن سورة سبأ
  ثم هداه لعمل السابغات، والسابغات فهي: الدروع الطوال السابريات، {وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ}[سبأ: ١١] معناه: قدِّر في تأليف الخِلَق، بعضه إلى بعض، وتسويته وتقدير ثقبه وسَمْرِه، فكان صلى الله عليه أول من عمل الدروع، وهُدي إلى عملها، وَوُفِّق لتقديرها.
  ٢٠٠ - وسألته: عن قول الله سبحانه: {وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ ...} إلى قوله: {وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ ١٣}[سبأ: ١٢ - ١٣]؟
  فقال: هذا ذكر من الله سبحانه لما أعطى سليمان صلى الله عليه، من تسخير الريح له، وإئتمارها بأمره، وسيرها به وبمن أراد، شهراً في غدوتها، وشهراً في روحتها، فكانت تسير كذلك به، تحمله ومن أحب من عسكره، {وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ} أي: أذبنا له عين القطر، والقطر فهو: النحاس، فأذابه الله أخرجه، ومكَّنه منه وسهله، حتى كان يعمل منه كما يريد، تماثييل وجفان، وغير ذلك من آلات الصُّفر.
  ثم أخبر بما سخر له من طاعة الجن، وأمرهم به من اتباع أمر سليمان، فكانوا